2018-02-16 

أرامكو..تشعل المنافسة والصراع بين بوتين وترامب

من دبي سيف العبد الله

يبدو أن حظوظ ترامب وآماله في الفوز بالحصة الأكبر في إكتتاب أرامكو، و إقامة تحالف قوي مع المملكة العربية السعودية في المنطقة يواجه تحديا ومنافسة كبيرة، بعد أن دخل الدب الروسي و بوتين باب المنافسة من الباب الكبير. 


صحيفة  Asia times  أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست أكدت فيه أن الأخبار التي أعادت ترتيب الأوراق في معركة التنافس على إكتتاب أرامكو  هي العرض الروسي للسعودية بالاستثمار المباشر في الطرح العام الأولي لشركة أرامكو المرتقب.

 

وما يجعل هذا العرض مؤثرا وقادرا على تهديد كل المنافسين في هذه الصفقة ، هي أن موسكو تقوم بتشكيل اتحاد روسي صيني لصناديق الاستثمار المشتركة بالإضافة إلى العديد من البنوك الروسية الكبرى لتكون جزءا من الاكتتاب العام لشركة أرامكو. 

ويضبف التقرير أنه ورغم أن الشركات الحكومية الصينية كانت  مهتمة بأن تصبح مستثمرا أساسيا في الاكتتاب العام منذ البداية، إلا أن مشاركة صندوق استثمار مشترك بين الصين و روسيا في الاكتتاب يجعل الصفقة مفتوحة على كل الواجهات والاحتمالات
 


ويشير التقرير أنه ورغم أن الاكتتاب العام لشركة أرامكو يعد هدفا ودافعا رئيسيا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاختياره المملكة العربية السعودية كأول محطة في  رحلة الخارجية الأولى، إلا أن حظوظ ترامب في الفوز بهذه الصفقة بدأت تتضاءل بعد 10 أشهر من هذه الزيارة ، بسبب دخول اتحاد روسي صيني يهدف للمنافسة في الاستثمار في الاكتتاب العام لشركة أرامكو. 

 

يأتي ذلك بعد أن وقعت أرامكو  مذكرة تفاهم مع نوفاتيك، أكبر منتج للغاز الطبيعي غير الحكومي في روسيا، كما أعلنت السعودية عزمها  استثمار  20 مليار دولار في مشاريع  الغاز الطبيعي المسال في القطب الشمالي.

 


 وفي ذات السياق أكد وزير الطاقة  السعودي خالد الفالح  "هذا مشروع كبير... سوف تصبح هذه الاتفاقية جزءا من استراتيجية الغاز بالنسبة لأرامكو ".

 

هذا  وسيتم عرض الاتفاقية باعتبارها محور المنتدى الاقتصادى الدولى فى سان بطرسبرج فى مايو المقبل. وتشمل صفقات الطاقة السعودية-الروسية الأخرى  استثمار أرامكو وصندوق الاستثمارات العامة شركة  أوراسيا دريلر الروسية، أكبر شركة حفر في روسيا، وهي التي تسعى إلى الدخول في مشاريع حفر برية بحرية في المملكة العربية السعودية. 

 


كما كشف المسؤولون السعوديون والروس أيضا ان روسيا قدمت اقتراحا رسميا لبناء مفاعلين نوويين في المملكة العربية السعودية، ومن المتوقع ان يتم منح العقد بحلول العام المقبل. 

 


ويشير التقرير أنه ورغم أن المملكة العربية السعودية تعتبر دولة محورية في استراتيجيات الطاقة في الشرق الأوسط بالنسبة للعالم وخاصة  للولايات المتحدة، التي  شكلت تحالفات  منذ  الحرب الباردة لإبقاء الاتحاد السوفياتي السابق  ومن بعد ذلك وسكو خارج المنطقة، إلا أن تطورات الأسبوع الماضي تشير إلى أن قواعد اللعبة بدأت تتغير.

 


 يأتي ذاك في الوقت الذي تعزز فيه تحالف الطاقة السعودي الروسي الناشئ "وهو ما سيؤدي بالتأكيد إلى زيادة شاملة في العلاقات بين روسيا والمملكة العربية السعودية ، بما في ذلك في مجالي الدفاع والأمن."

 

ويترجم ذوبان الجليد بين موسكو والرياض  في الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس الروسى فلاديمير بوتين مع الملك سلمان يوم الاربعاء حيث بحث الجانبين "مجموعة واسعة من  ملفات التعاون الثنائي، خاصة فى مجال التجارة والدفاع التكنولوجيا..كما أعرب القائدين عن استعدادهما لتعزيز التنسيق في أسواق النفط والطاقة".
 

 

وقد أوضح بيان لاكرملين أن بوتين والملك سلمان ناقشا سوريا والموقف السعودي من أزمة قطر والتهديدات الايرانية لأمن المنطقة. 

 


ويختم التقرير بأنه "عندما تتعاون روسيا مع الصين والمملكة العربية السعودية في القيام بهذه الاستثمارات الضخمة في مجال الطاقة، فإن العقوبات الأمريكية  على الاقتصاد الروسي تصبح بلا معنى."

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه