رغم أنها لم تحضى باهتمام كبير في وسائل الاعلام الأوروبية خاصة، إلا أن لزيارة ولي العهد للكتدرائية القبطية في مصر دلالات ورسائل مهمة تتجاوز تأثيراتها البلدين والمنطقة.
صحيفة il Populista الايطالية أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست أكدت فيه أن زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى الكاتدرائية القبطية في مصر تحمل دلالات عميقة ورسائل مهمة.
وإنتقد التقرير الصحف و وسائل الاعلام الغربية لعدم إيلاء هذه الزيارة الأهمية و المساحة الاعلامية التي تستحقها.
وأضاف التقرير أن هذه الزيارة تأتي كجزء من الجهود السعودية والجهود الشخصية لولي العهد لمحاربة التطرف والدعوة للتسامح والحوار بين الأديان، مشيرا" الزيارة، حقا كانت استثنائية وبالغة الأهمية، خاصة وأنها تاتي بعد زيارة البطريرك الماروني اللبناني بشارة الراعي ورجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر إلى الرياض، حيث بحثا مع الملك سلمان و ولي العهد سبل تغليب لغة حوار بين الأديان."
من جهته يعتقد الكاتب المصري عبد اللطيف المناوي أن زيارة ولي العهد إلى الكاتدرائية المصرية،التي استهدفت مرارا من قبل الإرهابيين، لها معنى خاص و رسالة قوية حيث تأتي بعد أن أصبح المسيحيون والأقباط هدفا للمتعصبين والمتطرفين في مصر الذين وصلوا إلى المنابر قبل صعود السيسي...بعض الجماعات الإسلامية أصدرت حتى الفتاوى التي تعطي الحق في أخذ الأموال والممتلكات من المسيحيين ، وفي بعض الأحيان حتى حياتهم... في أيام الجمعة ، اعتاد الأقباط سماع الأئمة في المساجد بالقرب من منازلهم وهم يسخرون ويهينون معتقداتهم بأبشع الكلمات. استمر هذا الوضع ثلاثة عقود ، حتى يناير 2011. بعد ذلك التاريخ ، أصبحت هذه الحركة أكثر عدوانية. "
ويضيف الكاتب المصري أنه وبعد ذلك التاريخ "اقتحم هؤلاء المجال السياسي وأصبحوا موجودين بشكل متزايد في المشاهد الثقافية والسياسية... صدرت فتاوى تمنع المسلمين من استقبال جيرانهم المسيحيين خلال أعيادهم الدينية ، بعد أن اعتاد المسلمون والمسيحيون مشاركة أفراحهم وآلامهم ..لذلك أصبح بعض الأقباط في مصر مقتنعين بأن هؤلاء المتطرفين يتحصنون وراء جرائمهم باسم الاسلام والمملكة العربية السعودية."
وبالتالي يشير الكاتب إلى مدى أهمية بادرة الأمير محمد بن سلمان الذي لم يرد فقط أن يلتقي البابا تاوضروس، بل الذهاب معه إلى الكاتدرائية والجلوس في مقاعدها في رسالة ذات دلالات قوية.
ويشير المناوي " أن هذه الزبارة تعني بان المملكة العربية السعودية لن تسمح لأي شخص بمهاجمة الاقباط وأي أتباع ديانات أخرى .. المملكة العربية السعودية اليوم تقبل التنوع الديني وتعزز التعايش بين أعضاء الديانات المختلفة ".
من جهته أكد الكاتب والمفكر القبطي الدكتور كمال زاخر "أن زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للكاتدرائية المصرية رد على المتطرفين...المملكة العربية السعودية، هي أصل الإسلام لديها مواقع إسلامية مقدسة و فريدة ، لذلك فعند دعمها للأقباط ، فهي ترد على المتطرفين الذين يستهدفونهم ".
ويضيف "أظهر ولي العهد أن التغييرات الأخيرة في المجال الفكري والفني والثقافي للبلد تنبع من قناعة حقيقية ، وتنقل رسالة إلى العالم ".
ويختم التقرير بان وسائل الاعلام في أوروبا وبصمتها عن هذه الزيارة تعطي فرصة أكبر للمتعصبين على حساب المعتدلين.