بدءت تظهر بوادر انفراجة في أزمة سد النهضة الإثيوبي فأخيرًا ،اليوم الإثنين، تشابكت أيدي زعماء مصر وأثيوبيا والسودان بعد توقيع اتفاق "إعلان المبادىء"والذي يمهد الطريق لحل نزاع دام فترة طويلة على اقتسام مياه نهر النيل وسد النهضة الإثيوبي. وأكد وزارة الخارجية المصرية أنّ الاتفاق الموقع في العاصمة السودانية الخرطوم، يوفر تعهدات واتفاقات تفصيلية كاملة بين الدول الثلاث حول أسلوب وقواعد ملء خزان السد وتشغيله السنوي في تحقيق مصالح مشتركة لها، بعد انتهاء دراسات مشتركة قيد الإعداد. وأوضحت الوزارة بحسب البي بي سي أنّ الاتفاق يشمل عشرة مبادئ أساسية تتسق مع القواعد العامة فى مبادئ القانون الدولي الحاكمة للتعامل مع الأنهار الدولية. وأشار رئيس وزراء إثيوبيا هايلي مريام دالسين ديسالين في كلمة قبل الاتفاق إلى أنّ بلاده تبرهن على تعاونها بتوقيع إعلان المبادئ مؤكدًا إلتزام بلاده بالتعاون وبالمصالح المشتركة. ونفى ديسالين تسبب سد النهضة لأي ضرر للدول الثلاث لاسيما مصر ولفت الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى أنّ سد النهضة يمثل هاجسا ومنبع قلق للمصريين باعتبار النيل مصدرهم الوحيد للمياه والحياة، وشدد على حب مصر واخلاصها ونواياها الطيبة تجاه جيرانها معبرًا عن أمله في ان يثمر هذا التعاون مزيد من الانجازات والتقدم للبلدان الثلاثة". وقال الرئيس السوداني عمر البشير في كلمة ختام الحفل إن توقيع إعلان المبادىء يبرهن تعزيز ودعم الثقة والتعاون والترابط بين شعوبنا، وشدد على أن الأطراف الثلاثة ملتزمة بمواصلة التفاوض للوصول إلى اتفاقات تفصيلية". ومن المقرربحسب رويترز أن يسافر السيسي إلى أديس ابابا في زيارة تستغرق يومين، تشمل محادثات مع رئيس الحكومة واجتماع مع نظيره الإثيوبي، وإلقاء خطابا أمام البرلمان الإثيوبي. وتسبب سد النهضة في مخاوف شديدة في مصر من سنوات جفاف مائي محتملة خلال ملء خزان السد الذي تقيمه اثيوبيا لتوليد الطاقة الكهربائية، وحاولت منذ البدء في إنشائه الحصول على ضمانات بأنه لن يلحق الضرر بحصتها الحالية من مياه النيل وهي حصة تواجه ضغوطا داخلية في ضوء زيادة مطردة في عدد السكان، ومشروعات التنمية التي تمثل المياه متطلبا رئيسا لها. وفي بالمقابل دأبت إثيوبيا على القول إن السد سيوفر لها حصة عادلة من مياه النيل، واتهمت مصر بأنها تضغط على مؤسسات تمويل دولية لمنعها من المساعدة في إنشاء السد الذي تنفذه شركة إيطالية. ووضعت اثيوبيا حجر أساس السد في إبريل 2011 بعد أقل من شهرين من خلع الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك في انتفاضة 2011 التي تسببت في اضطراب سياسي وتراجع اقتصادي في البلاد. وبدءت إثيوبيا في تحويل مجرى النيل الأزرق في مايو 2013 بغيّة بناء سد لإنتاج الكهرباء بطاقة 6000 ميغا واط، وأقر البرلمان الإثيوبي العام الماضي، معاهدة مثيرة للجدل تستبدل اتفاقات من عهد الاستعمار كانت تمنح مصر والسودان أكبر حصة من مياه النهر. ويقع سد النهضة على النيل الأزرق قرب الحدود اللإثيوبية مع السودان على بعد نحو 20 كيلومترا، وكان يسمى في إثيوبيا بسد الألفية، ثم بدّل اسمه إلى "سد نهضة أثيوبيا العظيم، ويلتقي النيل الأزرق الذي ينبع في اثيوبيا والنيل الأبيض في الخرطوم. وانتهت أثيوبيا من 40% من الانشاءات في سد النهضة والذي يتوقع الانتهاء منه عام 2017 سيكون بعد اكتماله أكبر سد في أفريقيا.