تتسع كل يوم دائرة الأزمة الخليجية لتشمل تأثيراتها دول جديدة لن تكون تونس والمغرب آخرها في الوقت الذي تسعى فيه كل من تونس والرباط للمحافظة على مبدأ" الحياد ".
مجلة Jeune Afrique أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست أكدت فيه أن الرباط و تونس تحاولان الوقوف على مسافة متساوية من الدوحة والرياض رغم صعوبة المهمة.
ويضيف التقرير أن المملكة المغربية ورغم ما أظهرته من دعم لقطر طيلة فترة الأزمة الخليجية فقد سعت جاهدة إلى المحافظة على علاقاتها مع السعودية.
و رغم أن ملك المغرب محمد السادس أجرى زيارة رسمية إلى الدوحة في نوفمبر تشرين الثاني عام 2017 في أوج الازمة بين قطر والسعودية إلا أنه سعى في الآن ذاته إلى الإبقاء قدر الإمكان على رصيد الثقة والمودة بينه وبين القيادة السعودية.
من جهتها حاولت قطر قدر الإمكان حشر المغرب في الأزمة الخليجية كحليف لها من خلال عدد من الخطوات لعل آخرها تقديم للتلفزيون المغربي إلا أن العلاقات بين الرباط والرياض ظلت قوية في ظل تمسك قيادة البلدين بالابتعاد عن تصريحات قد توتر العلاقة بينهما.
وعلى عكس ما سعت إليه قطر فقد حافظت الرباط والرياض على مستوى مميز من النضج الدبلوماسي "فلم ترسل الرياض أي انتقاد رسمي للرباط إلى حد الآن .. كما حرصت الدبلوماسية المغربية على عدم الإدلاء بأي تعليق يضر علاقتها بولي العهد أو قراره تجاه الدوحة حيث تسعى قبل كل شيء إلى تطوير علاقاتها الاقتصادية مع المملكة وهو ما تجسد في مشاريع استثمار مشتركة عملاقة."
و في أوائل فبراير، قاد الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولية المغربية محمد علي الأزرق وفدا إلى الرياض للمشاركة في الاجتماع التحضيري للدورة ال13 للجنة المشتركة للتعاون بين المغرب والسعودية المقرر هذا العام في الرباط.
و سيكون مستوى التمثيل السعودي في هذا الحدث مؤشراً لقوة محور الرباط-الرياض في ظل إستمرار الازمة الخليجية.
ويشير التقرير أن تونس تواجه أيضا صعوبات كبيرة في المحافظة على مبدأ الحياد في الأزمة الخليجية وهو المبدأ الذي عرفت به الدبلوماسية التونسية خصوصا في القضايا والأزمات العربية.
ويضيف التقرير بأنه ورغم أن الدوحة حاولت الإستفادة من علاقتها بأحزاب المعارضة التونسية التي دعمتها قناة الجزيرة أثناء حكم بن علي وكذلك دعمها لحركة النهضة المحسوبة على جناح الإخوان المسلمين إلا أنها لم تنجح في تجنيد تونس في صفها.
و يؤكد التقرير أن فشل حكومة الترويكا التي قادتها حركة النهضة بدعم من الدوحة بالإضافة إلى تنديد أحزاب المعارضة التونسية بالتدخل القطري في الشأن الداخلي من خلال جمعياتها الخيرية ودعمها المالي أفشل مخطط الدوحة في جر تونس إلى صفها في الأزمة الخليجية.