عندي حلم ..
قالها لوثر كينق لحلم تحقق بعد خطابه الشهير ب٤٦ عاماً، يومها لم يكن لوثر كينق حياً ليحتفل بإنتخاب أول رئيس أمريكي أسود ، لكن هذه العبارة بقيت ملهمة للبشر ، بإختلاف أحلامهم ، ما كان حلماً غير قابل للتصديق لدى لوثر تحقق فلمَ لا تتحقق أحلامنا ، ألم نزاحم الطيور في الجو وكانت البداية حلم ؟!
ألم نصل للقمر والبداية حلم ؟
ألم تلغي العقاقير مئات الأمراض من قاموس ألامنا اليومية والبداية حلم؟ !!
الحياة كئيبة دون أن نحلم ، والحلم هو المرحلة الأولى لإنجازاتنا .
اليوم يعيش وطننا حلماًجميلاً ، حلماً يسعى مهندسه أن يحوله واقعا جميلا ، يسابق الزمن لنحكي يوماً ما لأبناءنا انه قال " طموحنا عنان السماء " كما حكى السود لأطفالهم عن خطاب كينق .
لكن الغريب أننا لا نجاري الحلم ، لا نزال نعيش هزيمة نفسية في دواخلنا تشدنا للأرض ، نشاهد الحلم يشق طريقة للواقع بسرعة لم نعتدها ، قطار الحلم السعودي ينطلق بسرعة مبشراً بعهد مختلف ، ونقف على جانبي السكة بمشاعر مختلفة ، فمنا من يبتسم جذلاً متخيلاً فرح الجيل الجديد حين يتوقف هذا القطار ، وآخر يعجز عن التخيل ، حرم نفسه نعمة أن يحلم فيغمض عينيه مردداً : صعب و غير معقول، وثالث يشاهد القطار أمامه شاقاً أفق التاريخ عبوراً للمستقبل ، فيتجاهل كل ذلك ليصرخ إن دخان القطار يزعجني ، إعتاد أن لا يرى إلا سلبيات وقتية ، حين يصل القطار لن يكون لها وجود .
لست هنا أطالب بهلوسة أحلام يقظة تبعدنا عن الحقيقة ، ولا أن نرفع صوت الدفوف حتى تصم أذاننا عن خلل قد يؤخر رحلتنا للمستقبل ، بل بحلم رجل يقبل كل صباح ليحرث أرضه وكله ثقة برب لن يضيع جهده .
ما يجعلني متفائل هذه المرة أننا نشاهد إنجازات على الواقع ، إنجازات كنا نراها أحلاماً تحققت في زمن قصير ليست إلا مراحل نحو الحلم الكبير .
صناديق سيادية تلتهم الإستثمارات يمنة ويسرة ، و تغييرات إجتماعية تصحح أخطاء الماضي ، وليلة تاريخية كتبت فيها أسماء الفاسدين بالخط العريض .
ما يجعلني متفائلاً أيضاً أن مهندس الحلم يتحدث عنه وكأنه يراه رأي العين ، يسابق الزمن و يطوي السماء لتحقيق حلم شعبه يريد عنان السماء كما قال .
لنكفر بتشاؤمنا ، ولنغبر أيدينا في بناء الحلم ، لنفرح ونستمتع بكل محطة نعبرها في طريقنا ، ولنكن يقظين لكل ما يقف حائلاً دون أحلامنا .
أعلم أننا سنصل هذه المرة ثقةً بمن أعطى هذه الأرض قداستها وإيمانا بشعب لن يرضى إلا عنان السماء منزلة .