بعد ان تحطمت أحلام اردوغان باحتلال شمال سوريا والاستيلاء على نفط تلك المنطقه بعملية نبع السلام لمعارضة صديقه الحميم بوتين على ذلك إنتقل تفكير اردوغان الى السيطره على النفط والغاز الليبي .
فقام بعقد إتفاقية أمنيه مع حكومة السراج وصرح اردوغان بانه سيبعث بقوات تركيه لمساعدة السراج حيث أن ليبيا هي إرث لتركيا من عهد أتاتورك عندما كان يقاتل بليبيا . ولكن يحتاج اردوغان الى موافقة البرلمان بجلسته العاديه بتاريخ ٨ و ٩ يناير إلا أن تقدم الجيش الليبي بقيادة اللواء حفتر لوسط العاصمه طرابلس بشكل سريع هذه الايام أجبر اردوغان على دعوة البرلمان لجلسه إستثنائيه يوم الخميس ٢ يناير .
وبما ان اردوغان لا يملك الأغلبيه بالبرلمان فإنه سيقنع البرلمان بأنه جند ٨ الاف سوري وداعشي لإرسالهم لليبيا براتب شهري يتراوح بين 1500 و 2000 دولار حسب ما صرح به ولن يكون هناك أي خسائر للجيش التركي وهنا حقق ما صرح به قبل سنه بأنه سينقل داعش الى صحراء سيناء الا انه تعدى سيناء هذه المره ليصل الى ليبيا والهدف الثاني أن النفط والغاز الليبي سيكون مصدر رزق لتركيا ويكون حل للمشاكل الاقتصاديه والديون المتراكمه بمئات المليارات .
والهدف الثالث هو أن كل ما قام به اردوغان لدخول ليبيا سيكون مصدر قوه لإجبار المستشاره ميركل بالموافقه بمشاركة اوردغان في مؤتمر برلين المزمع إقامته بشهر يناير القادم لحل القضيه الليبيه ليكون هو جزء من الحل وله حصه من الكيكة الليبيه !!!
كيف بدأت قصة تجنيد السوريين ؟
سنذكر أهم خمس فصائل سوريه تابعه لاردوغان وهم : لواء السلطان مراد وفرقة الحمزه وفيلق الشام وحركة نور الدين الزنكي وحركة أحرار الشام وجميعها ذات التوجه الاخواني وقد قام اردوغان بإحتلال عفرين السوريه بهذه الفصائل وأثبتوا ولائهم له . وحيث توقعت بمقالي بتاريخ ٢٤ / ١ / ٢٠١٨ بان اردوغان سيجمع أخر فصائل المقاومه السوريه بإدلب ومن ثم سينقلهم الى تركيا وهاهو يتعهد لبوتين للقيام بذلك حيث اجتمع اردوغان ببوتين بالعاصمه موسكو قبل اسبوعين وإتفقا الاثنان بأن اوردغان سيفرغ سوريا من أخر مقاومه ضد بشار الاسد بشرط ان يوافق بوتين بإرسال هؤلاء الى ليبيا والمفارقه ان الاثنان أصدقاء حميمين لبعض ومتوافقين مع ايران بالقضيه السوريه إلا انهم متفارقين بالقضيه الليبيه حيث ان بوتين يدعم اللواء حفتر وادروغان يدعم السراج بليبيا .
بهذا الاتفاق اثبت اردوغان بانه من أشعل الفتنه بسوريا بالسماح للمقاتلين والدواعش بدخول سوريا عن طريق مطار اسطنبول بشكل رسمي وهو كذلك من أطفأ وأنهى بما تسمى الثوره بالربيع العربي بسوريا .
وبعد كل هذه الترتيبات لاردوغان قام بزياره خاطفه غير معلنه لتونس وإجتمع مع الرئيس قيس سعيد لمدة نصف ساعه دون ان يعرف احد ماذا جرى بينهم ودون عمل مؤتمر صحفي لكلا الرئيسيين بعد المقابله وبعد ذلك قام اردوغان بعد وصوله الى تركيا بتصريح بأنه إتفق مع قيس سعيد على دعم السراج وأوحى بان تونس ستكون نقطة انطلاق الجيش التركي لليبيا ويكون الدعم اللوجستي للجيش التركي من الحدود التونسيه إلا ان المظاهرات التي قام بها الشعب التونسي بمحيط السفاره التركيه بعد تصريح اوردغان أجبر قيس سعيد على الظهور وبتصريح رسمي ينفي ماقاله اوردغان وصرح بان كلن يتحمل ماقال وهنا يشير الى تصريح اوردغان ؟؟ واكمل بانه لن يقف بجانب جهه ضد جهه أخرى بليبيا الجاره .
مفارقه : قيس سعيد بعد نجاحه بالرئاسه وبمقابلة تلفزيونيه صرح ان كل من يتعامل مع اسرائيل فهو خائن خيانه عظمى ويجب محاكمته وبما ان اوردغان تربطه باسرائيل علاقة دبلوماسيه وتجاريه تعدت ٤ مليارات دولار وهو من قام بزيارة شارون وسط القدس ووقع اتفاقية ذيلت بان أنقره عاصمة تركيا وان القدس عاصمة اسرائيل ، وكذلك يملك اوردغان مصنع لوك هيد مارتن للصواريخ الاسرائيليه داخل تركيا حسب تصريح د عبدالله النفيسي الا ان الرئيس قيس سعيد استقبل اوردغان ونسي ما صرح به بشان الخيانه العظمى وباعتقادي تعتبر هذه اول سقطه سياسيه لقيس سعيد ليتعلم ان بالسياسه لا تجعل التصريح قبل الفعل بل افعل ثم صرح .
بالنهايه والسؤال الذي يطرح نفسه هل سيتجرأ اردوغان بارسال الجيش التركي الفعلي ام سيضحي بهؤلاء المرتزقه من السوريين والدواعش بليبيا لأجل مصلحته الخاصة.
الايام القادمه حبلى بالاخبار مع تلاطم الامواج السياسيه واسال الله ان تكون لنا لا علينا وترد كيد الكائدين وتجعل تدميرهم في تدبيرهم وان ينصرنا على القوم الضالين .
** رئيس الاتحاد العربي للنفط والبتروكيماويات السابق