الانتقادات التي وجهها الامريكيون إلى رئيس الوزراء العراقي "حيدر العبادي" فيما يتعلق بعدم قدرته السيطرة على الفصائل المسلحة التي يتشكل منها الحشد الشعبي، والذي بدوره يمكن أن يؤثر على موقف التحالف الدولي من العمليات الجارية ضد تنظيم داعش، لهو أمر لا يحتاج إلى كثيرٍ من الوقت للوقوف عليه أو البحث عنه، فالشواهد والمعطيات على الأرض لهي اكبر دليل فاضح لتلك التجاوزات التي ترتكبها الميليشيات الشيعية "وهذا ما يمكن أن يُطلق عليها"، وإن كان معظمها تابع لقوات حكومية، إلا أنها مخترقة طائفياً، فمن تقاتل تحت النزعة الطائفية في حق المواطنين العراقيين في المناطق السُنيَّة المُحررة من التنظيم الارهابي، يمكن أن توصف بأنها لا تقضي على داعش بل تستدعيه". المراقب للمشهد العراقي على المستوى العسكري لا يرى تشكيلات تقوم بعمليات دفاعية ضد تنظيم وحشي بربري مُنظَّم، أو انه يقتنع أن مكوناته مبني على أساس وطني حر نزيه، ومن يرى غير ذلك فهو بالتأكيد إما مُدلس أو جاهل أو متواطئ، وإلا فماذا عسانا أن نُفسّر تلك الطقوس المذهبية التي يقوم بها رجال دين شيعة للمسلحين قبل دخولهم غمار ساحات القتال!!، وما هو التعليل المُقنع لتلك الشعارات المذهبية التي ترفرف على المدرعات!!، وأيضاً لأنواع العصائب الملفوفة على الرؤوس والأكتاف!!، عوضاً عن الهتافات ذات النمط المذهبي!!، والتي تُعتبر استفزاز للوطن والمواطن العراقي وليس انقاذاً لهما. وقبل هذا وذلك، من يقود فعلياً تلك العمليات المقاتلة!ّ! هل هو وزير الدفاع العراقي الذي يبدو انه يظهر صورياً في المشهد، أم المندوب الايراني قاسم سليماني الذي تُتسب له النجاحات على الأرض؟، ومن هو المسيطر الحقيقي على الساحة، هل هو العراق أم ايران؟ العراقيون السُنَّة في بعض مناطق البلاد التي تشهد عمليات تحرير، يواجهون أبشع التنكيل من مقاتلين لا يمكن أن يطلق عليهم عراقيون وطنيون، ولا يمكن أن نعرف ماهيتهم التشكيلية، وأن أعمالهم توصف بممارسات التطهير العرقي من خلال عمليات إعدام خارج إطار القانون وجرائم ضد الإنسانية من دون خشية العقاب، والمخيف أيضاً أن يفلت أولئك بأعمالهم بسبب التواطؤ مع هذه الجرائم، في مشهد أدق ما يقال عنه استمرار للنزعة الطائفية التي كانت تمارس في عهد ولاية رئيس الوزراء السابق "نوري المالكي". من المستفز .. ما يُعلله بعض المحللين السياسيين العراقيين بأن التحالف مع إيران هو أقرب الحلول للقضاء على تنظيم داعش، وذلك لسهولة اتخاذ القرار مع طهران وسرعة التجاوب، بخلاف التعاون الأمريكي الذي يستغرق وقتاً طويلاً . المكالمة الهاتفية التي جرت بين الملك سلمان بن عبدالعزيز ورئيس الوزراء العراقي والتي دار فيها تناول الاوضاع الملتهبة في مناطق النزاع الداخلية، تعطي الحل الاخير لبغداد لأجل الخروج من النفق المظلم الذي تسببت فيه إيران، وإن مد اليد للمملكة العربية السعودية ودُول الخليج وحليفاتها العربية، هي الخطوة الصحيحة فيما لو صدق العراق في استنشاق السيادة.