إنني اتفق مع الباحث الشرعي عبدالله العلويط عندما قال في برنامج حديث العرب على قناة سكاي ان النقاب رمز الأيدولوجيا الأول والتخلص منه سيدفعنا للتخلص من الكثير من القضايا التي تضطهد المرأة رغم إحترامي لمن ترتديه، فإحدى صديقاتي المقربات امرأة منقبة.
وأقول أن كشف وجه المرأة جائز وذلك باتفاق معظم العلماء، اذا لِماذا يتم إجبارنا في بريدة بارتداء "النقاب" وتغطية الوجه من قبل بعض أعضاء الهيئة رغم ان مسألة غطاء الوجه هي محل اختلاف واجتهاد بين أئمة الإسلام منذ أمد بعيد.
ومعروف أن حمل المسلمين على التقيد بمذهب دون غيره من المذاهب الأربعة لا يجوز شرعاً.
وكما ان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يعمم في هذه المسألة لأن الأمور الاجتهادية ليست محلا للقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اقول هنا ان الذين يقومون بإلزام النساء بتغطية وجوههن يعتمدون على ظنهم ولا يستندون على قاعدة شرعيّة قوية في تغطية الوجه.
ولا يمكن إنكار حقيقة وجود بعض الأفراد في هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر يتحدثون مع بعض النساء المحجبات بغطاء الرأس فقط وكاشفات الوجه وكأنهم أولياء الله في أرضه عندما يأمرون بغطاء الوجه ان يكون أسود اللون وأقصد هنا "النقاب" دون مراعاة ان مسائل الخلاف لا إنكار فيها.
ومن عمق دراستي وبحكم تخصصي الأكاديمي اقول ذلك وأنا هنا اكشف صورة بغيضة من التشدد والتنطع يمارس على بعض نساء وفتيات مدينتي بريدة من قبل بعض أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والذين هم حقيقة يقومون بإساءة واضحة الى شعيرة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذا الدين السمح الذي لم يكن في يوم من الأيام منبعاً لتطرف والتشدد والغُلو.
وأقول ان من واجبنا مكافحة التعصب والغُلو والتشدُّد والتصدي لمن يُمارس ذلك أو ينشره داخل المجتمع بل أقول لأهالي مدينتي بريدة ان من واجبنا إحياء الفهم الوسطي والعقيدة والعلم الصحيح بين عامة الناس ومكافحة الجهل والتشدُّد.
وللإنصاف اقول خارج الموضوع كما قال العثيم عن مدينتي بريدة ان «بريدة ليست مدينة حدية، لكنها مدينة تناقضات اجتماعية متأصلة، أي أنها لا تستورد فكرها وتناقضاتها». لم يتهمها بالتشدد.
وأعود وأكمل في صلب الأمر .. ها هُو الأمير الديناميكي سمو ولي العهد يؤكد بأننا لا نريد أن نُضيع حياتنا في هذه الدوامة التي كنا فيها طوال 30 سنة الماضية.
وقد بشرنا سموه بأننا «لن نستمر في العيش في حقبة ما بعد عام 1979 وقد رأينا جميعاً كافة القرارات والإصلاحات الجريئة والتي برأيي كانت بمثابة الإعلان بشروعنا عملياً في وأد فكر الصحوة إلى غير رجعة.
اقولها من جديد لقد ولى زمن تلك الحقبة أتذكر عندما وصف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الموجة الجديدة من الإصلاحات في المملكة العربيّة السعوديّة وحملته ضد الفساد بأنها جزء من العلاج بـ"الصدمة" الذي يُعد ضرورياً لتطوير الحياة الثقافية والسياسية في المملكة وكبح التطرف. والذي جاء في مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست".