2018-05-01 

العمل الخيري في رمضان ... التنافس بعيداً عن الإسراف

سلطانة الشهري


مع اقتراب الشهر الكريم،
تشتعل في النفوس الرغبة في فعل الخير
يتدافع الناس نحو أبواب الخير ، سواء على مستوى الأفراد أو المنظمات
هذا الزخم يفرز بلا شك عملاً ضخماً ، بإمكانه تغطية حاجات المحتاجين كافة، لكنه يحتاج إلى كثير من التوجيه كي يجري في المجرى الذي يؤدي به إلى تحقيق غاياته .


فما المطلوب فعله ؟
من أهم ما يجب فعله بشكل عام هو التنسيق بين الباذلين ، وحتى إن لم يكن ذلك ممكناً على كافة رقعة المملكة الجغرافية فإنه يمكن تحقيقه في حدود ، والفائدة التي تعود على عمل الخير من التنسيق أنه يحد من الهدر والتضارب في الأهداف .


ومن المهم في إطار التنسيق أن يكون هناك حصر للمحتاجين ، وقاعدة معلومات ، وهي متوفرة قطعاً عند بعض الجهات الكبرى لكنها تحتاج إلى أن تحدث ، وأن تتاح لأكبر عدد من المهتمين بالعمل الخير حتى يتم توجيهه في المسالك الصحيحة .
وحتى على المستوى الفردي من مثل توزيع إفطار صائم من قبل جهات صغيرة أو أفراد فيجب على الأقل التنسيق حول الأماكن المستهدفة.


فإن تحديد الجهات المستلمة بدقة يساعد في إخراج ما تحتاجه بالضبط دون إخضاع الكميات من المواد أو حتى الأموال للنواحي التقديرية التي قد تفتح الباب واسعاً أمام التبذير والهدر.


ويشمل التنسيق كذلك تبادل الخبرات فهناك من الجهات ما يملك الإمكانيات لكن دخوله المجال حديث نسبياً فإن هؤلاء يحتاجون إلى التعامل والتنسيق مع جهات رسخت في مجال العمل الخيري للإفادة من خبراتهم ووسائلهم، فصاحب القدرة المالية الذي يفتقر إلى الخبرة قد يوجه كثيراً من الأموال والطاقات وجهات غير صحيحة تقلل الفائدة المتحققة منها.


ومن المهم في مجال التنسيق إذكاء روح التنافس المحمود فمن المشروع أن يتنافس الناس في الطاعات لكن أن يكون ذلك تنافساً محموداً يتم فيه توزيع وتقاسم الأدوار بشكل جيد ما يحقق أكبر فائدة للمجتمع .


وبعد فإننا في زمن أصبح فيه التواصل بين الناس يسيراً متاحاً مما يجعل من السهل التنسيق من ناحية ، وتوظيف التقنية في العمل الخيري من ناحية أخرى .
---------------------------
سلطانة جاسر الشهري
الباحثة في العمل الخيري 
والعمل التطوعي

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه