منذ أن أصبح خالد الفالح وزيرًا للطاقة في المملكة العربية السعودية قبل عامين ، أظهر قدرة كبيرة على إدارة الأزمات والتعامل مع التحديات، فقد أقنع منظمة أوبك المنقسمة بقطع إنتاج النفط ، وأقنع روسيا بالانضمام إلى هذا الاتفاق ، وهو ما ساهم بشكل كبير في عودة الاسواق والأسعار إلى الاستقرار.
وكالة بلومبرغ أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست أكدت فيه أن الاختباره الأصعب للفالح سيكون في الأسبوع القادم عندما تعقد منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ما ينتظر أن يكون أصعب اجتماع لها منذ سنوات.
ومع تجديد العقوبات المفروضة على إيران وانهيار صناعة البترول في فنزويلا ، فإن ذلك سيؤدي إلى توسيع سوق النفط العالمية ، مما يتطلب ضمان استراتيجية خروج سلسة من التخفيضات دون التسبب في انهيار الأسعار.
كما أن التحدي ولجعل الأكثر تعقيدا بالنسبة للمهندس الميكانيكي الذي تحول إلى دبلوماسي نفطي ،هو مستقبل منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) التي تتعرض لضربات من قبل جداول أعمال جيوبوليتيكية منافسة، ففي حين وافقت الرياض وموسكو على فتح الصنابير ، تريد كركاس وطهران ارتفاع الأسعار لتعويض تأثير العقوبات الأمريكية.
من جهته أكد روجر ديوان وهو مراقب مخضرم في شركة اي.اتش.اس ماركيت المحدودة "الاجماع ينفجر.. كيف يمكنك التوفيق بين مواقف روسيا والسعودية وفنزويلا وايران. التناقضات كثيرة جدا."
وخلف الكواليس ، فإن إدارة ترامب قلقة بشأن تأثير ارتفاع أسعار الغاز على الناخبين في منتصف المدة ، الأمر الذي يضغط بقوة من أجل زيادة الإنتاج.
وفي هذا السياق تؤكد امريتا سين محللة شؤون النفط لدى شركة استشاري الطاقة الامريكية "هذا هو أكثر اجتماع سياسي في اوبك منذ وقت طويل."
وبالعودة إلى أيار / مايو 2016، عندما عين الفالح وزيراً للطاقة في السعودية، خلفا للمحلل المخضرم علي النعيمي بعد ما يقرب من 25 عاماً من العمل ، كانت التحديات أمامه كثيرة أيضا حيث لم تكن المملكة العربية السعودية تحكم سيطرتها على السوق، فقد كان إنتاج النفط الصخري الأمريكي قد سرق حصتها في السوق، وبأسعار بالكاد فوق 45 دولارا للبرميل ، كانت احتياطيات العملات الأجنبية في السعودية تنزف بمعدل 10 مليارات دولار في الشهر.
وأمام هذا الوضع تدخل الفالح ، وهو تكنوقراطي من الناحية المنهجية ونادراً ما ينام أكثر من أربع ساعات كل ليلة ، أولاً ، أوضح أن الرياض كانت مستعدة لعكس سياسة الضخ التي فرضها النعيمي على باقي أوبك في عام 2014، ثم ، وبدعم الأمير محمد بن سلمان ، وصل إلى روسيا ، وأقنع موسكو بالانضمام إلى إتفاق أوبك لتخفيض الانتاج لأول مرة منذ أكثر من عشر سنوات.
وقد بنى الفالح علاقة عمل وثيقة مع نظيره الروسي الكسندر نوفاك ، مما عزز التحالف بين أكبر مصدرين للنفط في العالم، حيث يتحدث الرجلان بشكل منتظم ، سواء عن طريق الهاتف أو شخصيا في اجتماعات متكررة، كما يتكرر مشهد ظهورهما في جبهة موحدة أمام وسائل الإعلام .
يوم الخميس ، كانا الحليفان في ملعب لوزنيكي بموسكو لمشاهدة مباراة روسيا ضد السعودية في المباراة الافتتاحية لكأس العالم، و بعد يومين ، زار نوفاك المملكة العربية السعودية لعقد اجتماع عمل مع الفالح.
و في هذا السياق أكد محمد الشطي ، ممثل الكويت في أوبك ، إن الفالح قدم شيئين جديدين إلى المنظمة "الأول هو تعاونه الجيد مع الدول غير الأعضاء في الأوبك ، وهذا هو أحد الأسباب وراء نجاح اتفاق خفض الإنتاج الحالي.. أما الميزة الثانية هي قدرته على التفكير خارج الصندوق والبحث عن أفكار جديدة طوال الوقت."