2018-07-03 

"شيوخ التنوير" في المملكة العربية السعودية الجديدة

من لندن علي الحسن

 

لم تقتصر سياسة الإصلاح في المملكة على المجالين الإقتصادي والإجتماعي حيث شملت المجال الديني الذي شهد تحولا وإنفتاحا كبيرا منذ إعلان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بدأ تنفيذ رؤية السعودية 2030.

 

 

موقع agsiw أورد في هذا السياق تقريرا للكاتبة والأستاذة الجامعية إيمان الحسين ترجمته عنها الرياض بوست أكدت فيه  أن موجة الإصلاحات الأخيرة في المملكة العربية السعودية لم  تستثني   المؤسسة الدينية حيث  أتاحت الفرصة لعلماء  الدين الرسميين لدعم خطط الإصلاح في المملكة كما شجعت على ظهور اتجاه "الشيخ المستنير" الذي كان يتحدى الفهم التقليدي للدين.

 

 

وتضيف الحسين أن هذا الإتجاه بدأ في عام 2009 عندما صرح أحمد الغامدي ، الرئيس السابق للجنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مكة ، بأن الفصل بين الجنسين ليس له أساس في الإسلام. وتلا البيان جدل كبير بما أنه  شكك في ممارسات جامدة تبررها المؤسسة مثل غطاء الوجه وحظر قيادة المرأة. و قد ولدت آراءه انتقادات واسعة النطاق بين العلماء والمحافظين ، مما أدى في النهاية إلى إقالته من منصبه.

 

 

ويشير التقرير أن" الإمام السابق للمسجد الحرام في مكة ، عادل الكلباني ، بدأ في ذات الوقت في مناظرة الآراء الدينية  المتشددة حيث أكد  أن  الموسيقى لا ينبغي أن تحرم ، مما أثار ردة فعل قوية من كبار العلماء الدين الذين ضغطوا عليه لتغيير موقفه.. لكن الكلباني  وهو مستخدم نشط في Twitter يملك  سبعة ملايين متابع ظهر في شهر  أبريل ، ظهر كلباني في أول بطولة "بالاوت" في المملكة العربية السعودية على الرغم من الفتاوى التي تحظرها .

 

كما اعرب الداعية سليمان الطريفي الذي عمل على مدى عقود في وزارة الشؤون الاسلامية ، ، عن رفضه لعلماء الدين الذين يبررون وينفذون تفسيرات جامدة للاسلام ، مثل المطالبة بحجاب الوجه للنساء.

 

و يقول الطريفي إن الإسلام يدعم حقوق الإنسان ، لكن المسلمين فشلوا في تطبيق ذلك. وهو يلقي باللوم في ذلك على عدم اهتمام السكان بجوهر الإسلام ، مما يوحي بأن المسلمين لا يقتربون من الدين إلا من منظور ضيق يركز على أداء الواجبات.

 

كما أكد الطريفي مؤخرا أن الفهم المعتدل للإسلام لا يمكن أن يسود بدون تغيير المناهج الدراسية.

 

بالإضافة إلى ذلك ، دعا عبد العزيز الموسى ، العضو السابق في المديرية العامة للإرشاد والمشورة في مكة ، إلى مشاركة أكبر للمرأة كما أكد أنه لا يتفق مع الفصل بين الجنسين.  

 

و غالبًا ما يتهم  هؤلاء المشايخ بأنهم غير مناسبين لشغل مناصبهم الدينية حيث أطلق على الغامدي لقب "ليبرالي ذو لحية" بينما كان كلباني ضحية للعنصرية كما  أطلق  على الموسى لقب "شيخ روتانا" فيما اضطر الطريفي إلىإيقاف  حسابه على تويتر لبعض الوقت بسبب الضغط والانتقاد من علماء الدين والمحافظين.

 

ومع ذلك ، فقد أثر التغيير أيضا على مختلف الهيئات الدينية والمؤسسات والعلماء في المملكة  حيث شملت الإصلاحات التي أدخلتها الحكومة الحد من سلطات الشرطة الدينية ، التي تقوم في كثير من الأحيان بدوريات في الشوارع تضايق النساء وأصحاب المتاجر والعمال.

 

و في عام 2016 ، عين مرسوما ملكيا سليمان أبا الخيل ومحمد العيسى في مجلس كبار العلماء.  من جهته كان  العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي صريحا في قضايا تتعلق بالتسامح الديني داخل وخارج المملكة.

 

و في أواخر عام 2017 ، زار العيسى  الفاتيكان في روما والكنييسة الكبيرة في باريس.  كما انضم العيسى أيضا إلى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لعقد اجتماع مع الزعماء الدينيين في نيويورك كجزء من جولته الأمريكية في مارس.  وفي مايو ، تمت دعوة العيسى إلى معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى للتحدث عن إسلام متسامح معتدل مع مدير المعهد روبرت ساتلوف.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه