2018-08-26 

لماذا يجب على كندا أن تعتذر للسعودية والنيبال؟

من جدة، سلمان الحارثي


نصبت كندا نفسها كبطل ومدافع عالمي عن حقوق الإنسان في الوقت الذي تواجه فيه دعاوي قضائية لإنتهاكها على الصعيد الدولي.

صحيفة  Eurasia times أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست أكدت فيه أنه يجب على كندا أولا أن تعتذر من السعودية، لأنها تدخلت في شؤونها الداخلية بغير وجه حق، ثم من النيبال، بعد أن تنكرت أوتاوا لعشرات من موظفي الأمن النيباليين الذين خدموها.

وأضاف التقرير بأنه" لا يمكن لكندا أن تتصرف مثل بطل حقوق الإنسان مع السعودية و دول أخرى وتتجاهل محنة جنود "جورخا " النيباليين الذين خدموها في أفغانستان. 


ويشير التقرير أن  15 من جنود "الجورخا" من نيبال والهند فقدوا حياتهم في واحدة من أكثر الهجمات دموية في كابول ، منذ عامين، فيما يعد مان بهادور واحد من أولئك الذين نجوا من الهجوم ولكنهم تعرضوا للتشويه الشديد لدرجة أن الأطباء لم يتمكنوا من التعرف عليه في البداية.

و لا يستطيع بهادور النوم بسبب الألم الناجم عن الشظية التي استقرت في جسده والتي تبقيه مستيقظًا، و غير قادر على المشي ، حيث يسحب نفسه من السرير ويزحف إلى الأمام على مرفقيه قائلا "الموت سيكون فترة راحة بالنسبة لي."

وغالبا ما تعيده الكوابيس إلى التفجير الذي نفذه إنتحاري من طالبان  قرب حافلة صغيرة مزدحمة قبل عامين في العاصمة الأفغانية، كانت تحمل بهادور وجنودا من جنوب آسيا إلى السفارة الكندية.


وقد ترك تفجير يونيو /حزيران 2016 خمسة من الناجين عاجزين بشكل دائم، حيث أكدوا  أنهم لم يسمعوا أي شيء تقريباً من المسؤولين الكنديين أو من  ممثلي  شركة سيبر الدولية ، وهي شركة أمنية خاصة ، مختصة في تكوين  موظفي الأمن.

وفي الوقت الذي خضع فيه الناجون لعمليات مؤلمة ومكلفة لمعالجة العظام المكسورة وإصابات الرأس ، فوجؤوا  عندما علموا أن مخصصات  التأمين الخاصة بهم من "سيبر" قد تم تخفيضها من 300،000 دولار إلى 30،000 دولار. 

و في يونيو ، قدم عشرات الناجين وأقارب القتلى من "جنود جورخا" دعوى قضائية ضد الحكومة الكندية وشركة سيبر، مطالبين بتعويضات وبملايين الدولارات في فوائد التأمين المبينة في عقود العمل الأصلية.


 كما تشير  الدعوى إلى أن تخفيض مخصصات التأمين الخاصة بالحراس يشكل انتهاكاً للقوانين الكندية فيما يتعلق بالتمييز في العمل.


ويشير التقرير أن "الجزء المدهش هو أن كندا كانت تتصرف وكأنها بطل حقوق الإنسان ولكنها تتجاهل الناس الذين كانوا يحمونها رغم كل الصعاب...لقد حان الوقت يجب على أوتاوا أن تعتذر للرياض للتدخل في شؤونها الداخلية ، وتعويض موظفي الأمن في جنوب آسيا."

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه