لا شكّ أن زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- للكويت، تؤكّد وبقوّة على مدى الروابط الأخويّة ومتانة العلاقات السياسيّة والاقتصادية بين البلدين الشقيقين، وعلى ثبات ومتانة العلاقات السعودية الكويتية لتاريخ يمتدّ لأكثر من قرنين ونصف القرن من الزمان، وما تزال تزداد رسوخًا وتعمّقًا، وتسير زيارة ولي العهد الأمير الشاب محمد بن سلمان، مع خطى الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -رحمه الله- وترتكز على إرث من التواصل الأخوي والعلاقات الوثيقة بين البلدين قيادةً وشعبًا.
وتأتي تلك الزيارة التي وجدت ارتياحًا وقبولًا كبيريْن في الأوساط الرسمية والشعبية في البلدين، في وقت تمرّ فيه المنطقة العربية والعالم العربي والإسلامي بكثير من المنعطفات الخطيرة التي تحتاج إلى حكمة وتشاور وتنسيق مُحكم وترتيب للأولويات وفقًا للمصالح العليا لضمان استمرار التقدم والازدهار والنماء، فالبيت الخليجي يحتاج ترميمًا وإعادة دوره المنشود، حيث تزداد أهمية الزيارة بالنظر إلى دور الوساطة الملموس الذي تلعبه الكويت في الأزمة الخليجيّة، لتقريب الآراء حول أكثر القضايا حساسيةً وأهمية وأكثرها تأثيرًا على تقدم المواطن الخليجي ورفعته.
ويرى الكثيرون أن الزيارة التي تطرّقت إلى آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدوليّة، تعكس مدى بُعد نظر القيادة الرشيد وحِنكتها في تفعيل آليات العمل المشتركة بين السعودية والكويت من جهة والدول العربية والخليجية من جهة ثانية، فضلًا عن سعيهما الدؤوب لتطوير العمل المشترك بينهما وتفعيل الاتفاقيات الثنائية في المجالات السياسية والاقتصادية، ومع ذلك فإن الحديث عن العلاقات السعودية الكويتيّة لا يمكن اختزاله في شراكات اقتصادية وسياسيّة فحسب، بل هي رؤى استراتيجية تتطابق فيها وجهات نظر البلدين تجاه كثير من الملفات والقضايا، ولعلنا هنا نذكّر بالدور الكويتي تجاه الأزمة الخليجية، ومحاولة تحجيم دور قطر السلبي على دول المنطقة.
وتؤكد الحفاوة التي تلقاها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، خلال الزيارة -بما لا يدع مجالاً للشك- على مدى الحضور السياسي الذي يحظى به سموه، فهو الشخصية الشابة التي تحصد مواطن الإعجاب في كل محفل إقليمي أو دولي يحضره، وهو يحمل بين جنباته طموحات أمة تسعى لتثبيت أقدامها على سُلّم المجد بشراكة أشقائها في دولة الكويت الشقيقة خاصة وفي دول الخليج عامة.
فارس الغنامي
كاتب صحافي