اعتبر تقرير أن اليسار الفرنسي في الانتخابات الإقليمية أمام رهان صعب في الوقت الذي يعزز فيه اليمين الجمهوري رصيده وفرصه بها. ويعتزم اليمين الجمهوري الفرنسي، بحسب تقرير نشرته شبكة فرانس 24، الذي يضم كلا من حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية المعارض وأحزاب من "التيار الوسطي" تعميق الفارق بينه وبين منافسيه، وهما حزب الجبهة الوطنية المتطرف والحزب الاشتراكي ، خلال الدورة الثانية من الانتخابات الإقليمية التي تنظم اليوم الأحد في جميع أنحاء فرنسا، عدا مدينتي باريس وليون خرج اليمين الجمهوري بقيادة الرئيس السابق نيكولا ساركوزي منتصرا في الدورة الأولى من الانتخابات الإقليمية التي جرت في 22 من شهر مارس بعد حصوله على حوالي 30 بالمائة من الأصوات، متقدما عن اليمين المتطرف الذي حاز على حوالي 25 بالمائة ومبتعدا كثيرا عن الحزب الاشتراكي الحاكم الذي حصل على19 بالمائة. وفي حين بات من المؤكد أن اليمين الجمهوري سيفوز بأكبر عدد من المجالس الإقليمية في الدورة الثانية، يبقى السؤال المطروح: ما هو مصير الحزب الاشتراكي الذي تعثر كثيرا في الدورة الأولى؟ هذا، وكشف مصدر مقرب من الرئيس هولاند أن الجميع في الحزب الاشتراكي يشعر بالقلق إزاء ما ستسفر عنه نتائج الدورة الثانية مساء اليوم الأحد، ومن إمكانية خسارة الرئيس في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي ستنظم في مايو 2017، مشيرا إلى موقف هولاند "الحرج على رأس غالبية ضعيفة ومفككة ودون هامش للمناورة من أجل القيام بإصلاحات جديدة". ودعا من ناحيته مانويل فالس، رئيس الحكومة الفرنسيين إلى التصويت بكثافة لوقف تقدم اليمين المتطرف من جهة، وتمكين الحزب الاشتراكي على الحفاظ على بعض الأقاليم التي كان يتربع عليها منذ 2011 من جهة أخرى. لكن تبدو العملية صعبة للغاية بسبب الانقسامات التي ظهرت في صفوف اليسار. كما شدد، مانويل فالس على الوحدة واعتبرها مهمة جدا في الفترة التالية في انتخابات المقاطعات والانتخابات الرئاسية". 53 بالمائة من الفرنسيين يعارضون سياسة الامتناع عن التصويت من جهته، يتطلع حزب مارين لوبان ( اليمين المتطرف) إلى الحفاظ على رصيده الانتخابي الذي حصل عليه في الدورة الأولى وفي أحسن الأحوال تعزيزه أكثر، كونه يبدو قادرا على الفوز في العديد من الأقاليم غير المحسومة في الدورة الأولى، مما يشكل سابقة في المشهد السياسي الإقليمي الفرنسي. وأسفرت نتائج الدورة الأولى عن الفوز المفاجىء لحزب الاتحاد من أجل حركة شعبية المعارض وحلفائه من اليمين الجمهوري ب29.3 بالمائة من الأصوات فيما جاءت الجبهة الوطنية في المرتبة الثانية ب25.8. أما الحزب الاشتراكي فجاء في المرتبة الثالثة ب21.8 بالمائة من الأصوات. وسيحتدم الصراع في الدورة الثانية بين الأحزاب الثلاثة في أكثر من 1600 دائرة انتخابية، وبين الحزب الاشتراكي واليمين الجمهوري في حوالي 400 دائرة أخرى. وإذا بات من المؤكد أن الانتصار سيكون حليف اليمين الجمهوري هذه المرة، إلا أن استطلاعا للرأي أشار بالمقابل إلى أن 53 بالمائة من الفرنسيين يعارضون ما دعا إليه ساركوزي بالامتناع عن التصويت في حال حصول مواجهة بين الاشتراكيين واليمين المتطرف. ومن المعلوم أن الحزب الاشتراكي دعا الفرنسيين إلى التصويت لصالح اليمين الجمهوري في حال انحصر الصراع بينه وبين حزب مارين لوبان.