عودة القومية العربية بنكهة سعودية

ما أشبه الليلة بالبارحة، فحين يكون الحديث عن الدور السعودي في المنطقة، تأخذني الذكريات إلى عام ٩٠ ميلادي حينما غزت العراق دولة الكويت آنذاك فاتجهت كل الأنظار الى المملكة العربية السعودية، ومالذي تستطيع فعله في هذه الحالة المعقدة سياسيا. في مثل هذه المواقف يجب ان يكون اتخاذ القرار حازما بدون تردد في اعادة الشرعية لحكومة ال الصباح واستعادة دولة الكويت من نظام العراق المغتصب ، هذا ما كان يشغل القيادة السعودية في تلك المرحلة تحت صانع القرار الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله. بعد خمسه وعشرون عاما تعود السعودية لصدارة المشهد السياسي مره اخرى ولكن بشكل مختلف في الصياغة والاداء والوجوه والفكر وحيوية الشباب لتثبت للعالم بان الرياض لازالت هي عاصمة الحزم والقرارات الحاسمة. لقد عادت القومية العربية، ولكن بنكهة سعودية هذه المرة. ماحدث في اليمن هو لا يقل عن ماحدث للكويت عام ٩٠ ميلادي مع اختلاف السيناريوهات هذه المره ايران تريد احتلال اليمن عن طريق عصابات يمنيه دربتهم لسنوات لتمكنهم من استلام الحكم في اليمن ثم تسليمه للنظام الإيراني الذي يشكل خطرا على الدول العربية في الشرق الأوسط. ايران ( ذيل الشيطان ) الأعوج الذي يقدم تنازلات للغرب في سبيل حصولة على الهيمنه على الخليج والشرق الأوسط ثم عرب افريقيا بعد ذلك معتقدا بان نجاحه داخل العراق وسوريا ولبنان سيمنحه ايضا التفوق داخل الخليج والسيطرة عليها لتحقيق رغبات أمريكا وشركائها مقابل صفقات عقدت بينهم وبين الحليف الجديد ايران. عاصفة الحزم التي انطلقت لتحقيق الشرعية للحكومة اليمنيه وعودة الحياة السياسية فيها كانت مفاجأة لكل المتأمرين على سرقة اليمن وتسليمها لإيران وعزل السعودية تماماً عن ممارسة نفوذها وقوتها في العالم العربي والإسلامي بل صدمة كبيرة لهم وهم يشاهدون بان لغة الحوار تحولت عسكرية تقودها السعودية ويساندها بعض الدول الخليجية والعربية والإسلامية وبتأييد عالمي لهذه الخطوة. هذا العمل العسكري الصارم عزل ايران عن التحرك بل وضعها في دائرة الذهول مما يحدث على ارض الواقع لم يدرك النظام الإيراني بان القيادة السعودية تعيش هذه الأيام لحظات مهمة ومفصلية في تحقيق الانتصارات ورغبات الشارع السعودي والخليجي والعربي والإسلامي بفكر الشباب الجديد .. أول الإختبارات للقيادة السعودية بقيادة خادم الحرمين الملك سلمان وولي عهده وأجنحتهم الفتيه محمد بن نايف ومحمد بن سلمان عودة الشرعية في اليمن ودحر المليشيات الحوثيه وابعاد الدور الإيراني داخل اليمن وعدم تمكينه من تحقيق أهدافه على المدى البعيد ومحاولة محاصرة السعودية من جميع الجهات .. اعتقد الرسالة السعودية وصلت لكافة دول العالم اولا ووصلت لإيران متاخرة الان هم يقرأونها بعناية ودقة ويدركون أهميتها جيدا بل انهم يعلمون بان قواعد اللعبة اختلفت ولم تعد كما كانت في السابق اي تهور سيقابله ردة فعل سريعة ورادعه حاسمه وحازمه في نفس الوقت ..