برمجة خياراتنا
حين يتحدث البعض في لقاءاته بأصدقائه أو المقربين منه عن خياراته في الحياة، وعما يعيشه من واقع في تلك اللحظة، وخاصة فيما يتعلق بما لم يحققه من منجزات وطموحات حياتية، أو ما فشل في الوصول إليه من محطاتٍ كان يحلم بحفر أحرف اسمه على رصيفها، فإنه يدور غالباً في حلقة لا بداية ولا نهاية لها من التبريرات!
يبرر وباستفاضة مملة حيناً ومستفزة حيناً آخر، في محاولة للتخلص من إحساسه الوهمي بالعجز الذي تضخم بإرادته، ويبرر للهروب من الإعتراف بأنه خذل نفسه قبل غيره بمماطلته وتسويفه لأشهر وربما لسنوات، ولإسكات صوت الممكن الذي يصرخ في وجهه كلما نظر في المرآة، قائلاً:
لا تنظر إليّ هكذا! أنت من ألبسني ثوب المستحيل، إنه خيارك!
هذه المقدمة ليست لإحباطك قارئي العزيز، وإنما لتفكر معي وتقدر حجم الخطأ الذي قد نقع فيه دون أن نشعر! ليس ذلك فحسب، بل لندرك سوياً خطورة الإطمئنان الخادع الذي استقر داخلنا تجاه غدر الظروف، ونلتفت للوقت المهدر من أعمارنا جراء التأجيل، ونعترف بأن الفرص التي انتظرناها ولم نصنعها أو التي مرت بنا صدفة لن تعود في وقت لاحق حين نتخلص من مزاجنا المتعكر أو نصبح أكثر استعداداً للبذل!
يضحكني أحياناً أننا نحلم ونرغب بشدة في الوصول لمحطة الراحة، لكننا في المقابل نتمنع هرباً من تعب الكفاح! ثم نبكي ندماً وحسرة ونلوم الحظ الذي لم يطرق بابنا رغم أنه خيارنا.. فلا نصر دون كفاح.
خلاصة القول، ما تعيشه اليوم يا عزيزي قد يكون نتيجة لعوامل كثيرة كونت واقعك، لكن استمرارك في عيش واقع لا تريده ولا يناسبك، وتغاضيك عن تحقيق أحلامك وتغيير مصيرك، وتكاسلك عن تحسين ظروفك أو التخلص من أي عائق أمامك هو خيارك وحدك! لذا إن أردت الحصول على نتائج مختلفة، عليك إعادة برمجة خياراتك.!
وتذكر بأن الكسل لذيذ لكنه مؤقت ونهايته مُرّة.. أما التعب فهو مرّ ومؤقت لكن نهايته حلوة!
