تصدى الجيش الإسرائيلي بعنف لمسيرات خرجت في عدة مناطق فلسطينية إحياء للذكرى الـ39 لـ "يوم الأرض"، واستخدم الجيش الغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل وقنابل الصوت لتفريق المتظاهرين. واعتدى أفراد الجيش الإسرائيلي على الصحفيين الذين حضروا لتغطية المسيرات، أصيب نحو 15 شخصًا في مسيرات نظمها الفلسطينيون في نابلس. ويحي الفلسطنيون ،الإثنين، داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها ذكرى يوم الأرض الذي أصبح رمزًا لصمود شعب فلسطين في وجه سياسات التهجير والتهويد، تحت شعار "إنا باقون، ما بقي الزعتر والزيتون". و التي أطلقت شرارتها الأولى من أراضي 48 عام 1976 رفضا لسياسة المصادرة والاقتلاع التي انتهجتها ولا تزال السلطات الإسرائيلية. ويشير مركز الإحصاء الفلسطيني في بيان إحصائي أصدره بمناسبة الذكرى الـ39 ليوم الأرض، إلى أن السلطات الإسرائيلية عمدت إلى هدم نحو 500 مبنى في الفترة ما بين 1967 – 2000 لتتصاعد هذه العمليات ما بين 2000 – 2014 إلى هدم 1.342 مبنى في مدينة القدس. وأوضح البيان أن السلطات الإسرائيلية أجبرت 340 مواطنا على هدم منازلهم ذاتيا منذ عام 2000، وشهد عام 2010 ارتفاع وتيرة أعمال الهدم الذاتي بنحو 70 عملية، وأسفرت عمليات الهدم تلك عن تشريد قرابة 5.760 شخصا. ولفتت بيانات الإحصاء الفلسطينية إلى أن 48.5 % من المستوطنين يسكنون حاليا في القدس ويبلغ عـددهم حوالي 281.684 مستوطنا في القدس بينهم 206.705 مستوطنين في القدس. وبينت الاحصائيات أنّ نسبة المستوطنين في الضفة الغربية حوالي 21 مستوطنا مقابل كل100 فلسطيني، في حين بلغت أعلاها في محافظة القدس حوالي 69 مستوطنا مقابل كل 100 فلسطيني. وأكد أنه تم تدمير نحو 9 آلاف وحدة سكنية بشكل كامل خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، صيف 2014، فضلا عن تدمير جزئي لـ47 ألف وحدة سكنية أخرى. وأشارالإحصاء الفلسطيني، إلى تدمير كامل لـ327 مدرسة، 6 جامعات دمرت جزئيا، والقضاء على 71 مسجدا وبعض الكنائس، وبلغ عدد المباني الحكومية التي دمرت 20 مبنى، و 29 مستشفى ومركز رعاية صحية أولية. و ذكر مركزالإحصاء الفلسطيني أن السلطات الإسرائيلية تستغل الموارد الطبيعية الفلسطينية" كحقل مفتوح للاستغلال الاقتصادي" لاسيما فيما يتعلق بالمناطق المسماة "ج" والتي تقع تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة حسب اتفاقيات أوسلو والتي تمثل أكثر من 60 % من مساحة الضفة الغربية. ويمنع الفلسطينيون من استغلال هذه الثروات بسبب القيود الإسرائيلية، إذ تننشر في هذه المنطقة المستوطنات والقواعد العسكرية الإسرائيلية فضلا عن جدار الضم والتوسع أو كما يسميه الإسرائيليون بـ" الحاجز الأمني" والذي عزل أكثر من 10% من مساحة الضفة الغربية. و خصصت إسرائيل أراضي في غور الأردن كمكبات للنفايات الصلبة الناتجة عن المناطق الصناعية ويتم فيها أيضا التخلص من مياه الصرف الصحي للمستوطنات الإسرائيلية، إلى جانب القيام بعلميات حفر للتنقيب عن النفط والغاز الطبيعي في عدة أنحاء من الضفة الغربية يواجه الفلسطينيون سياسات الهدم والتشريد والتهجير التي تنتهجها إسرائيل تجاه العوائل المتشبثة بأرضها. ويخوض الفلسطينيون منذ 39 عاما كفاحًا مريرًا ضد مخططات التهويد الرامية إلى هدم منازلهم وتشريدهم. تسيطر إسرائيل حاليا على أكثر من 85 % من مساحة فلسطين التاريخية التي تبلغ حوالي 27,000 كم2، في المقابل يستغل الفلسطينيون فقط نحو 15 % من تلك المساحة في ضوء محاولات إسرائيلية لتقسيم ما تبقى منها إلى عدة مناطق. وفي مطلع 1976، بلغت سياسة إسرائيل لتهويد الأراضي الفلسطينية أوجها مستخدمة غطاء قانونيا لتبرير أعمالها الاستيطانية، تارة تجد لها مسوغات"خدمة الصالح العام" وأخرى في تفعيل "قوانين الطوارئ" الانتدابية. وصادرت إسرائيل في العام ذاته قرابة 21 ألف دونم من أراض فلسطينية في الجليل بينها، عرابة، سخنين، دير حنا وعرب السواعد وغيرها من المناطق في تلك الفترة، خصصت جميعها لإقامة مستوطنات جديدة في إطار خطة تهويد الجليل وتهجير سكانه العرب، ما أدى إلى إعلان الإضراب العام داخل هذه الأراضي في الـ30 مارس/آذار 1976، كأول تحد مباشر لإسرائيل بعد احتلالها للأراضي الفلسطينية عام 1948. وخلف الإضراب بمدن وقرى الجليل والمثلث اشتباكات عنيفة مع القوات الإسرائيلية المعززة بالدبابات التي حاولت كسر الإضراب عنوة، وأوقعت الصدامات 6 قتلى وجرحى في صفوف مدنيين فلسطنيين. أكثر من 85 بالمئة من فلسطين التاريخية تسيطر عليها إسرائيل ولايزال الفلسطينيون يتشبثون بإحياء ذكرى يوم الأرض سنويا انطلاقا من سعيهم "لاسترجاع حقوقهم المسلوبة، فذكرى الأرض بالنسبة لهم هي ذكرى وجود بلا حدود.