من المذهل والمثير للجدل سرعة الكشف عن سبب وحقيقة تحطم الطائرة الألمانية ايرباص ايه-320 التابعة لجيرمان وينغز في جبال الألب الفرنسية موقعة 150 قتيلا، فيما تتواصل عمليات البحث في فرنسا عن الصندوق الأسود الثاني. تحقيقات الطيران التي تستمر لسنوات طويلة ، كشف الادعاء الفرنسي عن ملابسات هذه تحطم الطائرة خلال أيام من تحطمها، إذ اتهمت أندرياس لوبيتس -الذي كان مساعدا للطيار في طائرة شركة جيرمان وينغز التابعة للوفتهانزا- بأنه أغلق على نفسه باب قمرة القيادة بعد أن غادرها الطيار الأساسي وأنه تعمد إسقاط الطائرة. وتوجهت الأنظار وبادرت وسائل الإعلام بإتهام مساعد الطيار الشاب بالرغم من دعوة رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس إلى التريث وعدم استباق الأحداث. وسارعت الصحف الألمانية ووسائل الإعلام في الكشف عن شخصية وحياة اندرياس لوبيتس ذو 27 عامًا، فقد كشفت صحيفة "بيلد" الألمانية واسعة الانتشار نقلت عنها دويتش فيليه هذا الموضوع عن توقف اندرياس لوبيتس عن حضور تدريباته قبل ست سنوات، بسبب إصابته بالاكتئاب وأنه خضع لعلاج نفسي لأكثر من عام. هذا الذي لم ينكره كارستن سبوهر، الرئيس التنفيذي لشركة لوفتهانزا، في مؤتمر صحفي بأن لوبيتس توقف عن التدريب الذي كان يتلقاه عام 2009. ولكنه أضاف أنه عاد واجتاز الاختبارات والفحوص التالية اللازمة التي أظهرت خلو قدراته المتعلقة بالطيران من الأخطاء. وعثرت قوات الشرطة عند تفتيش منزل لوبيتس بمدينة مونتابور بغرب ألمانيا على وثائق تشير إلى إصابته بمرض وحصوله على تصريح بعطلة مرضية، كان ساريا أيضا في اليوم الذي سقطت فيه الطائرة. ولم يتم الكشف حتى الآن عن طبيعة هذا المرض. ولكن المثير والذي من الممكن أن ينفي التهمة عن مساعد الطيار أنه لم يتم العثور على خطاب وداع أو خطاب اعتراف، و أنه لا توجد أي أدلة على خلفية سياسية أو دينية للحادث. وامتنع الادعاء الألماني وشركة لوفتهانزا عن التعليق على إجراءات الفحص التي تتبعها الشركة مع طياريها، والذي قد يكبدها في حال تأكدها التزامات مالية ضخمة. ويضع اتفاق دولي الحد الأقصى للالتزام المادي في الحوادث بشكل عام عند 157400 دولار لكل راكب متوف، إن لم تقاض أسرته الشركة. لكن من المتوقع أن ترفع الأسر دعاوى قضائية تمكنها من الحصول على تعويض مادي أكبر . وقال محاموا مثلوا أسر الضحايا إن الدعاوى المحتملة يمكن أن تركز على ما إذا كانت جيرمان وينغز قد أجرت الفحوص اللازمة على مساعد الطيار قبل وأثناء تعيينه، وعلى ما إذا كان من المفترض أن تتبع سياسة تستلزم وجود شخصين أو أكثر في قمرة القيادة في أي وقت خلال الرحلة. وعن حياته ينحدر لوبيتس من مدينة مونتاباور في وسط غرب ألمانيا، وتتبع ولاية راينلاند- بفالتس. و كان عاشقا للطيران وكان لسنوات طويلة عضوا في أحد أندية الطيران اسمها "ال سي اس فيسترفالد". وفي شبابه المبكر بدأ تعلم التحليق بالطائرات الشراعية. وحصل على شهادة الثانوية الألمانية عام 2007، ثم واصل حلمه إلى أن أصبح طيارا لإيرباص ايه 320، "حلم دفع الآن ثمنه غاليا وكلفه حياته"، حسب ما كتب زملاؤه على صفحة نادي الطيران في الإنترنت. وقال بيتر روك، أحد أعضاء نادي الطيران، لوكالة رويترز، إن أندرياس كان شابا لطيفا، ومرحا وأحيانا هادئا لحد ما. وأضاف: "كان محبوبا ومندمجا في النادي بشكل جيد، حيث كان يشعر فيه دائما بالمتعة". وأضاف روك العضو بالنادي منذ سنوات طويلة: "أندرياس كان له أصدقاء ولم يكن وحيدا، ولا أعتقد أنه تعمد إسقاط الطائرة". وتابع لوكالة رويترز "أنا مذهول ولا أجد تفسيرا لما حدث". أما رئيس جمعية الطيران كلاوس رادكه فقال إن أندرياس كان شابا طبيعيا وحضر العام الماضي للجمعية من أجل تجديد رخصة طيرانه وأضاف: "لقد كان شابا لطيفا".