واجهت جهود واشنطن للتفاوض على اتفاق سلام لإنهاء الحرب المستمرة منذ 17 عاما في أفغانستان اليوم عقبة جديدة بشأن مكان المحادثات.
وكالة رويترز أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست أكدت فيه أن قادة طالبان أعلنوا الأسبوع الماضي ، الغاء جولة رابعة من المحادثات مع المسؤولين الأمريكيين في دولة قطر بسبب "خلاف جدول الأعمال" ، ورفضوا السماح لمسؤولي الحكومة الأفغانية بالمشاركة فيها.
ويجري زلماي خليل زاد المبعوث الأمريكي الخاص للسلام في أفغانستان محادثات مع القوى الإقليمية ومن المتوقع أن يلتقي مع حركة طالبان في الأيام القادمة.
لكن مصادر دبلوماسية قالت إن الخلافات حول المكان تسببت في تأخير.
من جهته أكد دبلوماسي مقيم في كابول "لقد أوضحت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة أنهما لن تشارك في محادثات السلام إذا كان الاجتماع سيعقد في قطر. لكن طالبان تصر على أن يكون الاجتماع في قطر ، ”
وطالبت طالبان هذا الشهر بنقل المكان من السعودية إلى قطر في محاولة لدرء محاولة إدراج الحكومة الأفغانية في المحادثات.
يشار إلى أن الموقف المتصلب لحركة طالبان بشأن مكان إجراء المحادثات جاء بعد إجراء مسؤولين من الحركة إجتماعا مع مسؤولين إيرانيين وفق اعترافات مسؤولين حكوميين في طهران.
و يأتي إصرار حركة طالبان الغريب على إجراء المحادثات في الدوحة رغم النتائج المبشرة والتقدم الكبير الذي أثمرته محادثات السلام الأفغانية في السعودية و الإمارات، مما يشير الى أن اليد الإيرانية والقطرية الخبيثة طالت أيضا جهود تحقيق السلام في أفغانستان.
من جهته أكد دبلوماسي غربي في كابول أن "هناك تباينا في المواقف، مشيرا إلى أن جيران أفغانستان ليسوا متجانسين."
وقال دبلوماسي إيراني رفيع إن عقد محادثات السلام في السعودية لن يكون مقبولا لطهران.
وقال: "يريد المسؤولون الأمريكيون أن يكون المكان في المملكة العربية السعودية ، لكننا لسنا مرتاحين".
ورفض المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد تأكيد موعد أو مكان الاجتماع التالي رغم أن أحد كبار مسؤولي طالبان قال لرويترز إن ذلك قد يحدث يوم الثلاثاء.
وتعتبر طالبان الولايات المتحدة خصما أساسيا لها في الحرب الأفغانية وتعتبر المحادثات المباشرة مع واشنطن جهدا مشروعا للسعي إلى انسحاب القوات الأجنبية قبل الانخراط مع الحكومة الأفغانية.
وقال مايكل كوجلمان ، المتخصص في شؤون جنوب آسيا في مركز وودرو ويلسون: "على الرغم من وجود عدد من المناقشات ، إلا أنه لا يوجد شيء رسمي أو منظم بشكل خاص أو موضوعي بالنسبة لهم".
وقال: "من السهل جدًا أن يتم الانصراف جانباً ، ومن السهل على طالبان أن تتراجع عندما تشعر بأن أي نقاش واحد لا يخدم مصالحها".