يعد التأكيد السعودي الأخير على إعتزام الرياض إستثمار 10 مليارات دولار لإنشاء مصفاة نفط في ميناء جوادر في المياه العميقة في باكستان ، والتي تعد جزءًا من الممر الاقتصادي الصيني - الباكستاني الكبير (CPEC) ، تطوراً استراتيجياً كبيراً في العلاقات بين البلدان الثلاث.
صحيفة timesofindia أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست أكدت فيه أن الأمر لا يقتصر دورها على دعم الممر الإقتصادي الذي يهدف إلى بناء شبكة ضخمة من الطرق والسكك الحديدية ومحطات الطاقة في جميع أنحاء باكستان ، بل يعرض أيضًا محورًا استراتيجيًا جديدًا يضم المملكة العربية السعودية وباكستان والصين.
و يأتي القرار السعودي بإنشاء مصفاة نفط في جوادر كقوة لتعزيز الممر الاقتصادي الذي تعهدت الصين بدعمه بأكثر من 60 مليار دولار ليمنح لمشاريع الصينية دفعة جديدة ويجعلها مشاريعا قابلة للتطبيق.
ويشير التقرير " ومع دخول الولايات المتحدة حالياً في صراع تجاري واستراتيجي مع الصين ، يتعين على بكين العمل بجد أكثر من أجل تنفيذ مشاريعها الطموحة والتي يعد الممر الاقتصادي من بين ركائزها . ولذلك فإن الاستثمار السعودي في جوادر - الذي سيتم توقيعه رسمياً خلال زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى باكستان في فبراير - سيكون بمثابة هدية للخطط الصينية."
لكن ما يثير الاهتمام هنا هو حافز الرياض للوصول إلى الممر وفق التقرير حيث أكد الصحفي الهندي ومعد التقرير رودرونيل غوش " أعتقد أن هذا مرتبط مباشرة بتوتر العلاقات بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة في العام الماضي. و على الرغم من أن البلدين لا يزالان يعيدان تأكيد شراكتهما الثنائية ، يبدو أن بعض التحركات الأمريكية وصلت إلى الرياض بطريقة مقلقة."
ويتابع التقرير أن السعودية تسعى لتنويع تحالفاتها وإرتباطاتها الاستراتيجية لذلك قرر المملكة الاستثمار في مشروع صيني في باكستان. وبالنظر إلى أن العلاقة بين الولايات المتحدة وباكستان قد وصلت إلى أسوء حالتها خلال السنوات القليلة الماضية – فإنه من السهل رؤية تقارب كبير بين الرياض وإسلام أباد وبكين .
وويختم التقرير " هذا من شأنه أيضا أن يحل محل المثلث الأمريكي-الباكستاني-السعودي الأقدم. عموما ، يبدو أن الصين تحل محل الولايات المتحدة في آسيا. ما زالت العملية لم تكمل ولا أحد يعرف ما إذا كانت ستفعل. لكن سياسة ترامب ونهجه المتعجرف معا للحلفاء يجعل الأمر أسهل بالنسبة لبكين.