رغم أن التحالف السعودي الأمريكي حافظ على قوته طيلة 80 عاما رغم الهزات والتوترات بين البلدين، الا أن واشنطن مهددة بفقدان دورها الريادي مع السعودية لصالح المارد الصيني.
مركز South China Morning Post أورد في هذا السياق تقريرا لتوم هولاند، و هو موظف سابق في المركز، والخبير في الشؤون الآسيوية، ترجمته عنه الرياض بوست أكد فيه هولاند أنه ورغم أن السعودية لا تزال مرتبطة ارتباطا وثيقا بالولايات المتحدة، خصوصا بعد أن اختار دونالد ترامب الرياض كوجهة لزيارته الخارجية الاولى كرئيس امريكى في مايو، وهي الزيارة التي كانت بمثابة الضغط على زر إعادة احياء التحالف التاريخي بين واشنطن والرياض إلا أن الصين تتقدم بخطى ثابتة لتكون حليف السعودية المستقبلي على حساب الولايات المتحدة.
ويضيف الخبير في الشؤون الاسيوية أن الصين تستفيد من تصدع التحالف السعودي الأمريكي في عهد باراك أوباما، الذي حاول بناء الجسور مع منافس السعودية الإقليمي إيران، وفي الوقت الذي نشأت فيه عدد من الاحتكاكات على خلفية انخفاض في واردات النفط الأمريكية من الشرق الأوسط، وخاصة السعودية وفي الوقت الذي زادت فيه الولايات المتحدة انتاجها من النفط الصخري المحلي على مدى السنوات العشر الماضية، لتنخفض وارداتها من النفط الخام من ما يقرب من 14 مليون برميل يوميا في عام 2007 إلى 8 ملايين فقط في النصف الأول من هذا العام.
ويشير هولاند أنه و خلال نفس الفترة ازداد الطلب على النفط فى الصين اكثر من الضعف، ونتيجة لذلك، تجاوزت الصين في وقت سابق من هذا العام الولايات المتحدة باعتبارها أكبر مستورد للنفط في العالم، بشراءها أكثر من 9 ملايين برميل يوميا، في الوقت الذي مثلت السعودية وروسيا أكبر موردين للصين .
ومع استمرار نمو الطلب الصيني، سيزداد اعتماده على شحنات النفط السعودية، وهذا يعني أن بكين لديها الآن حصة أكبر من واشنطن في استقرار السعودية وأمنها في المستقبل. ونتيجة لذلك، تعمل كل من بكين والرياض على تعزيز علاقاتهما الثنائية.
ويتأكد ذلك من زيارة الملك سلمان للصين فى مارس الماضى حيث وقع على صفقات تجارية واستثمارية بقيمة 60 مليار دولار، وأيضا من زيارة نائب رئيس مجلس الدولة الصينى تشانغ جاو للسعودية الشهر الماضي لتوقيع سلسلة اخرى من الصفقات بما فى ذلك إنشاء صندوق مشترك بقيمة 20 مليار دولار للاستثمار فى مشروعات جديدة في كلا البلدين.
وفي سياق متصل يؤكد توم هولتند أن بكين تسعى منذ فترة طويلة لاقناع السعودية بقبول دفع شحناتها النفطية باليوان بدلا من الدولار الامريكى، في الوقت الذي أكد فيه نائب وزير الاقتصاد الصيني في الرياض الاسبوع الماضي ان السعودية تدرس تمويل جزء من عجزها المالي بالديون المقومة باليوان.
ورغم أن الوقت مازال مبكرا للحديث عن انسحاب السعودية من تحالفها مع الولايات المتحدة لفائدة الصين الا أن أهمية بكين للرياض والعكس بالعكس تتأكد بمرور الوقت وفقا للخبير في الشؤون الاسيوية.
كما تسعى بكين للفوز بإكتتاب أرامكو المرتقب عام 2018 ، وذلك إنطلاقا من قناعة صينية بأن شراء حصة كبيرة في أرامكو أن يسمح للصين بتأمين جزء كبير من احتياجاتها المستقبلية من واردات النفط.
ويختم هولاند بالتأكيد على أنه من شأن ذلك أن يزيد بشكل كبير من نفوذ بكين في إقناع السعودية بقبول مدفوعات النفط باليوان بدلا من الدولار الأمريكي، كما من شأن هذه الواردات ان تعود إلى الصين في شكل استثمارات داخلية، وربما كدفعات لشراء الأسلحة الصينية في المستقبل، في الوقت الذي قد تفكر فيه السعودية لربط عملتها باليوان بدل الدولار الأمريكي .