يقول العالم والمحاضر الامريكي الشهير ديل كارينجي ( Dale Carnegie) صاحب أحد اشهر الكتب في تاريخ البشرية ومطور الدروس المشهورة في ( تحسين الذات ) ومدير معهد كارنيجي ( للعلاقات الانسانية ) والمولود بالقرب من ميزوري في الرابع والعشرين من نوفمبر من عام 1888 ومؤلف الكتاب الشهير " دع القلق وابدأ الحياة " How to Stop worrying and Start Living هذا الكتاب الذي احدث ثورة في علم تحسين الذات والعلاقات الانسانية حين صدوره وتُرجم إلى عـدة لٌغـات وانتشر بشكل واسع في كل انحاء العالم عندما تم نشره لأول مرة في بريطانيا عام 1948 ووصل الى العالمين العربي والإسلامي في منتصف القرن الميلادي الماضي وتأثر به مجموعة كبيرة من الكتّاب العرب والمسلمين وانتشرت الكثير من الكتب العربية التي ( تُحاكي ) الكتاب والمستوحاة من فكر كارنيجي الغربي في تطوير الذات ولكن بقالب ( إسلامي ) مثل كتـاب ( جدد حياتك ) للشيخ محمد الغزالي وكتـاب ( لاتحزن ) للداعية عائض القرني وكتـاب ( استمتع بحياتك ) للشيخ محمد العريفي و( كتاب الوسائل المفيدة للحياة السعيدة ) للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي ..
وإذا اردنا ( الإسقاط النفسي ) على ماجاء في هذا الكتاب على واقعنا الرياضي المحلي المعاصر فسنجد فيه علاج لبعض العِلل المنتشرة بين الجماهير الرياضية ..
يقول ديل كارنيجي : ( إذا اردت التوقف عن القلق والبدء بالحياة ، اليك هذه القاعدة - عدّد نعمك وليس متاعبك - .. ) ..
وإذا اردنا تطبيق هذه القاعدة النفسية الصحية على الوسط والمجتمع الرياضي السعودي سنجد انها من الممكن أن تكون حلّاً مثالياً للكثير من مشاكل ومتاعب ( التعصب السلبي ) في الرياضة السعودية وخصوصاً كرة القدم ..
فلو فكّر مشجعي كل فريق في ماحققه فريقهم من انجازات وبطولات دون مقارنتها بأنجازات الفرق الاخرى وبالذات ( الاندية التنافسية ) ومن ثم الغضب من قلتها كماً وتواضعها كيفاً والاستشاطة غضباً من فارق المنجزات والبطولات لأرتاح مشجعي كل فريق وتغنوا وفرِحوا وسعدوا بما لديهم دون النظر لما لدى الفرق الآخرى من فارقاً في الكم والكيف ومن ثم التشكيك في هذا الفارق ورمي التهم جزافاً ودون دليل ملموس ..
وإذا نظرنا الى هذا الجانب وتم ( تسْكين ) هذه الاشكالية على كرة القدم السعودية فأن مشجعي فريق ( الهلال ) فقط ومن بين جميع الفرق السعودية بمنأى عن هذا الهاجس والهم الذي يخص عدد البطولات والانجازات التي حققها فريقهم بكل انواع الكم والكيف حيث يبتعد الهلال كثيراً بفارق عددي كبير من البطولات بينه وبين اقرب منافسيه ..
ولكن اعلام وجمهور النصر الفريق المنافس والخصم اللدود للهلال لايعجبهم هذا الواقع ..
ويعلم جميع متابعي كرة القدم السعودية أن احد (ثوابتها ) هو الصراع والجدال الاعلامي والجماهيري الهلالي النصراوي بسبب هذه المقارنات حول الافضلية ..
جدال بيزنطي لم ولن ينتهي ونقاش مفتوح تتسع دائرته كلما اشتد الحوار ولكنه في النهاية يعود لنقطة البداية ليبدأ من جديد ..
فالنصراوي يرى أن فريقه افضل من الهلال ..
والهلالي يرى أنه الافضل ..
ولا نهاية متوقعة لهذا الجدل ..
حتى أن مشجعي ( العالمي ) وصلت بهم الامور الى اختراع ونسج الحكايات الخيالية ومن ثم تصديق نظرية ( المؤامرة ) وادعاء ( المظلومية ) بل ومحاولة تصديرها لباقي الجماهير لتصديقها لكسر الفارق الكبير في عدد البطولات بين فريقهم وفريق الهلال وأن هذا الفارق ( من وجهة نظرهم ) لم يأت بسبب التفوق الفني للهلال وإنما جاء بسبب عوامل أخرى يرونها هم فقط ويحاولون الترويج لها ونسج القصص الاسطورية لأضفاء طابع المصداقية عليها ..
يقول ديل كارنيجي : ( عندما تواجهك مشكلة فأن حلها لن يتعدى طرق ثلاث .. ) ..
اولاً : حل المشكلة جذرياً أن استطعت ذلك ..
ثانياً : تفتيت المشكلة وحل ماتستطيع منها ..
ثالثاً : التعايش مع المشكلة ..
وللحالة النفسية الصعبة جداً التي يمر بها اعلاميي ومشجعي ( العالمي ) بسبب الهلال وماسببه لهم من ( فوبيا ) نفسية قاسية فأنني انصحهم بالخيار الاول مما سبق وهو حل مشكلة تشجيعهم للنصر جذرياً والقيام ( بهجمة نفسية مرتدة ) بترك تشجيع النصر والاتجاه لتشجيع الهلال وذلك بأتباع نصيحة ديل كارنيجي والتي ألّف فيها كتابه الشهير ( دع القلق .. وابدأ الحياة .. ) ..
واقول ولكن بتصرف ..
عزيزي المشجع النصراوي ..
إذا اردت السعادة والفرح والسرور والتخلص من القلق ومن الضغوط النفسية القاسية فما عليك سوى اتباع القاعدة التالية : ( دع النصر .. وابدأ الهلال .. ) ..
ولمن يقول منهم لااستطيع ..
فقد دلّه ديل كارنيجي على الطريق بمقولته الشهيرة : ( أنا مصمم على بلوغ الهدف .. فأما أن انجح .. أو .. أما أن انجح .. ) ..
أما الجماهير الهلالية فقد خصّها كاتبنا ديل كارنيجي بهذه النصيحة الكارنيجية الصحية الصادقة حيث يقول : ( أن أفضل طريقة لكسب الجدال هو تجنّبه ) .