2015-10-10 

النصر.. الأفضل منه الهزيمة!

سامي النصف

كانت حرب فيتنام المستنقع الذي غرقت فيه الولايات المتحدة، كما كانت جبال أفغانستان المصيدة التي وقع فيها الاتحاد السوفييتي وقبلهما هزم الجيش الفرنسي امام مقاومة جبهة التحرير الجزائرية في القصبة وعلى قمم جبال اوراس، وجميع تلك الاحداث تعكس تجربة حرب جيوش نظامية ضد مليشيات شعبية تحتضنها الشعوب (لا جزء منها) وتقوم خططها على مبدأ «اضرب واهرب» والنفس الطويل. في أغسطس 2009 حاولت جماعة الحوثيين القيام بحرب عصابات ضد السعودية لإدخالها في حرب استنزاف طويلة كحال الحروب السابقة التي استمرت سنوات طوال، الا ان المملكة وبعكس الآخرين حسمت تلك الحرب سريعاً، وخلال اشهر قليلة، فانسحب الحوثيون مهزومين في فبراير 2010 من جبل الدخان وقرية الخوبة ثم من محافظة صعدة اليمنية معقلهم التاريخي الى الداخل، وتجاوزت خسائرهم بسبب فارق التأهيل والتدريب والتسليح بين الطرفين اكثر من 1500 قتيل مقابل 13 قتيلا من الجانب السعودي. ومرة اخرى يهدد ويتوعد الحوثيون بجر السعوديين لحرب برية بعد توالي الهزائم امام «عاصفة الحزم»، وهو خيار لن تجر له السعودية على الارجح كونه دورا مناطا بالجيش الشرعي وقوات القبائل واللجان الشعبية مع الحاجة الملحة لقيادة ميدانية يمنية شرعية مشتركة مع قيادات التحالف لتوجيه الضربات والتحركات العسكرية وتوحيد القوى، والمحزن ان نهج النصر الذي يبحث عنه الحوثيون مقابل قوى التحالف افضل منه الهزيمة ألف مرة، حيث انه يقوم على مبدأ اننا لا نمانع من مقتل عشرات الآلاف من أتباعنا لقاء قتل القليل من أتباعكم لعلمنا بحرصكم على أرواح ابنائكم وجنودكم، لذا يكفينا ان نقتل واحدا منكم مقابل الآلاف منا، وهي معادلة نصر خائبة ثبت مرارا وتكرارا ان من ينتهجها ينتهي بفشل مزدوج، اي الهزيمة النكراء وفقد الآلاف في الوقت ذاته. آخر محطة: (1) ان حرب اليمن لها هدف واحد هو إرغام الحوثيين على العودة لطاولة المفاوضات بحجمهم الحقيقي الذي ضخمه السلاح غير المرخص وغير الشرعي الذي تعصف به «عاصفة الحزم» كي يتم تحويل اليمن التعيس بقلة من أبنائه الى اليمن السعيد بالكل من أبنائه. (2) هل يتذكر اليمنيون ومعهم الآخرون ان السعودية ودول الخليج المشاركة في «عاصفة الحزم» هي من يوفر لهم ولابنائهم فرص العيش الكريم ؟ فماذا يوفر لهم الآخرون الطاعنون في دول «عاصفة الحزم»؟ (3) يقال ان دول الخليج واحزاب الحكمة والاعتدال توفر للمواطن العربي الفرص والاموال لبناء اربعة بيوت له ولابنائه ابان حياته، بينما تتسبب دول الممانعة والميليشيات المسلحة في الوطن العربي في بنائه للبيت نفسه اربع مرات، يبنى فتهدمه حروبهم العبثية، ثم يبنى فتتكرر الحروب والهدم، وهكذا دواليك. * نقلا عن "الأنباء" الكويتية

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه