2015-10-10 

إذن هي الحرب على الإرهاب التي أنقذت السيسي!

من القاهرة، مصطفى علي

من بعد إطاحته بالرئيس الأسبق محمد مرسي في يوليو 2013، بدى عبد الفتاح السيسي في موقف لا يحسد عليه، خصوصا بعدما تولى رئاسة الجمهورية بعد سنة تقريبا، وفي ملف علاقات البلاد بالمجتمع الدولي عموما، والغرب على وجه الخصوص. ولولا الدعم اللامحدود القادم من الخليج العربي - سياسيا واقتصاديا - للنظام السياسي الجديد الذي توترت علاقته مع الغرب الذي كان يقدم الكثير من المنح والدعم للبلد الذي بات يعاني من اضطراب سياسي واقتصادي، لكان أشرف على السقوط. تكاد تمر سنة أخرى، وسط انتقادات غربية لملف حقوق الإنسان في مصر، على السطح، لكن تبدو أن العلاقات بين الغرب والرئيس الجديد في طريقها إلى التحسن، لدرجة ربما تصل إلى نوع من التحالف. في الوقت ذاته، بدت خريطة جديدة للعلاقات في الخليج العربي، ترسمها القيادة الجديدة للسعودية، بعد وفاة الملك عبد الله، إذ يتجه الملك سلمان إلى معالجة ملفات ملحة وخطيرة تهدد الخليج، ساهمت في تخفيف الاحتقان بين دول الخليج من جهة ودولة قطر من جهة أخرى، وصار التقارب مع تركيا أكثر إلحاحا لتكوين تحالفا سنيا قويا في مواجهة التمدد الإيراني في المنطقة. ولم يعد الدعم الخليجي لمصر بالتضحية بتركيا أو الضغط على قطر بسحب السفراء من الدوحة ممكنا. ولن يكون بإمكان عبد الفتاح السيسي الاتجاه غربا، ما لم يجد قبولا ودعوة من الغرب الذي رفضه في بداية الأمر. بمكالمة هاتفية من واشنطن بدا واضحا للسيسي حبل النجاة من مأزق تحول مواقف حلفاءه تجاه أولويات أخرى، وعدم قدرة دول غربية على اتخاذ مواقف إيجابية تجاه نظامه في ظل محاكمات سريعة لمعارضين كثيرا ما تنتهي إلى الحكم بالإعدام على المئات منهم. إذ أبلغ الرئيس الأميركي باراك أوباما في اتصال هاتفي نظيره المصري أنه تم رفع قرار تجميد تسليم مصر 12 طائرة حربية وعشرين صاروخا و قطع غيار لدبابات. وكانت واشنطن اشترطت لاستئناف مساعداتها العسكرية لمصرالمعلقة منذ أكتوبر2013، إجراء إصلاحات ديمقراطية في البلاد، لكن كان هناك ثمة رسالة ارسلها النظام المصري للغرب ولأمريكا تحديدا من شرم الشيخ. نجحت حكومة السيسي في حشد أكثر من 90 دولة ومنظمة بالمنتجع السياحي المطل على البحر الأحمر، وهو ما أشار إليه وزير الخارجية الأمريكية أثناء كلمته أمام الحضور حينها "بأن واشنطن تلقت الرسالة (..) وأنه سيوصي بعودة المساعدات العسكرية لمصر لمواجهة الأرهاب". وبحسب ما أكده البيت الأبيض، فقد أخطر أوباما نظيره المصري السيسي بأن التمويل الأمريكي سيوجه اعتبارا منعام 2018، بشكل خاص نحو برامج تتعلق بمكافحة الإرهاب وضمان الأمن بمنطقة سيناء. وقالت الناطقة باسم مجلس الأمن القوميالأمريكي، برناديت ميهان، إن هذا التطور "سيتيح ضمان التأكد من إنفاق المساعدات الأمريكية على برامج تضمن تحقيق الرؤية المشتركة للبلدين في ضمانأمن المنطقة وإلحاق الهزيمة بالجماعات الإرهابية. وفيما يبدو أن ملف الأرهاب هو الورقة الرابحة التي يلعب بها نظام السيسي، إذ حاول حشد المجتمع الدولي لتكوين تحالفا يواجه تمدد نفوذ تنظيم الدولة الإسلامية غرب بلاده، ليبيا، وبرغم فشله في تكوين هذا التحالف، إلا أن هذه الخطوة عززت من علاقاته بدول أوروبية كإطاليا التي لطالما طالبت بالتوجه ذاته. وتأتي هذه الخطوة من واشنطن بعد حوالي شهرين من تعاقد مصر مع فرنسا على شراء 24 طائرة رافال. واعتبرت الصحف الفرنسية وقتها أن السيسي يفرض نفسه حليفا للغرب في محاربة الإرهاب. فيما يشير تقرير لدويتش فيله إلى تصريحات عواصم غربية بخصوص ضرورة كسر العزلة عن مصر وجيشها، فهل نجح السيسي بالفعل في خلق تقارب مع الغرب؟

التعليقات
مراقب
2015-04-03

عنوان المقال ينبأ بمحتواه الذي يفتقد الى رؤية واقعية ، بل ويحوي في ثناياه ما يدلل على أن كاتبه يحمل في ذاته بعض من تفكك الرؤية حول حال مصر الأمس واليوم والقادم من أيام فيها الخروج من أزمة.

أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه