تحليل : السعودية تغازل شركاء آسيويين .. لكنها لن تتخلى عن الولايات المتحدة

كشفت جولة ولي العهد السعودي  الأمير محمد بن سلمان الآسيوية، عن توجه سعودي لتنويع تحالفاتها و شراكاتها للتحوط من إمكانية تراجع مستوى تحالفها التاريخي مع الولايات المتحدة الأمريكية .

قناة سي أن أن أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست أكدت فيه فارشا كودوفايور كبيرة محللي الأبحاث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية  أن  ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إختتم مؤخرًا أسبوعًا من الزيارات رفيعة المستوى إلى آسيا ، حيث قام بجولة في باكستان والهند والصين في محاولة لجذب حلفاء جدد وفي رسالة مضمونة الوصول إلى الولايات المتحدة والغرب بأن للسعودية  خيارات أخرى.

وأضافت كودوفايور التقرير " ينمو التعاون بين المملكة وآسيا ، ولكن في أحسن الأحوال ، لا يمكن للعلاقات مع الدول الآسيوية إلا أن تكمل العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية."

وتابع التقرير " قام الأمير محمد بن سلمان بجولة في آسيا ، بعد عامين من رحلة والده التاريخية التي استمرت لمدة شهر في المنطقة ، وقد أعلنت السعودية إستثمار ارت المليارات  في كل محطة. و في باكستان ، وقع ولي العهد  اتفاقيات بقيمة 20 مليار دولار ، بما في ذلك صفقة بقيمة 10 مليارات دولار لمصفاة لتكرير النفط. و في الهند ، حدد 100 مليار دولار من الفرص الإستثمارية ، في حين تضمنت الاتفاقات المبرمة في الصين صفقة مصفاة وتكرير بتروكيماويات بقيمة 10 مليارات دولار."

وأوضحت كودوفايور " التواصل مع  آسيا أمر منطقي. بالإضافة إلى دعم الحلفاء ، هناك العديد من العوامل التي تجذب السعوديين إلى آسيا." 

وأشار التقرير " من الناحية الاقتصادية ، تستهلك الدول الآسيوية معظم النفط السعودي فمن بين أكبر خمسة مشترين لنفط المملكة ، هناك أربع دول آسيوية ، حسب بيانات مسح الشرق الأوسط الاقتصادي ، والصين في طريقها لزيادة وارداتها السعودية هذا العام."

و تعد الأسواق والاستثمارات الآسيوية من المنطقة عنصرا أساسيا في رؤية 2030 كما تعد آسيا هدفًا رئيسيًا لخطط التنويع في المملكة العربية السعودية حيث  تقوم أرامكو ببناء مجمع ضخم لتكرير البترول والبتروكيماويات بقيمة 44 مليار دولار في الهند ، بالإضافة إلى صفقات مصفاة باكستان والصين التي تم الإعلان عنها خلال جولة ولي العهد السعودي.

و تؤكد كودوفايور على الرغم من تواصل المملكة مع آسيا إلا أن  التزامات الدول الآسيوية تجاه المملكة قد تكون  أقل مما تريده السعودية حيث تعد علاقات إيران  مع أكبر الدول الآسيوية إحدى هذه التحديات فيما لدى الولايات المتحدة ، من ناحية أخرى ، تحالف طويل الأمد مع المملكة العربية السعودية ضد إيران."