على الرغم من من الاشادة والتفاؤل الكبير بالرؤية السعودية المستقبلية. الا أن تطبيق هذه الرؤية سيصطدم وفق محللين وأخصائيين بمجموعة من العوائق والمطبات التي ستجعل من تحقيق اهداف رؤيتها لسنة 2030، مهمة صعبة وتتطلب صبرا وكفاحا لسنوات .
وكان مجلس الوزراء السعودي قد صادق على "رؤية السعودية 2030" التي اعلن عنها ولي ولي العهد محمد بن سلمان والتي تقوم على طرح اقل من خمسة بالمئة من شركة "ارامكو" النفطية للاكتتاب العام، وانشاء صندوق سيادي تقدر قيمته بألفي مليار دولار، سيكون الاضخم في العالم.
ويذهب عدد من المحللين والاخصائيين الى أن الرؤية الطموحة ستصطدم بعدد من العوائق والتحديات التي ستجعل من تطبيقها يحتاج نفسا طويلا وصبرا لا ينقطع فبحسب تقرير لشركة "كابيتال ايكونوميكس" البحثية، فانه "نظرا الى ان السلطات ستواجه شبكة مصالح مهمة ضمن العائلة المالكة، نعتقد ان الهواجس السياسية وليس اسعار النفط، هي التي ستحدد على الارجح ما اذا كانت الخطط الحكومية ستثمر، بينما يرى كبير اقتصاديي الشرق الاوسط في "اوكسفورد ايكونوميكس" باتريك دينيس "التحديات هائلة فيما يتعلق بالتقشف المالي المطلوب، وتطبيق تنويع مصادر الدخل لتعزيز الصناعة والسياحة وغيرهما".
مصاعب يبدو أن القادة السعوديين على وعي كبير بها حيث تنقل وكالة الانباء الفرنسية ان الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود أكد في كلمته يوم الاثنين، أن على "أبنائنا وبناتنا المواطنين والمواطنات العمل معاً لتحقيق هذه الرؤية الطموحة".
إلى ذلك يعتبر الاقتصادي السعودي عبد الوهاب ابو داهش ان السعودية بحاجة الى مجموعة كبيرة من التشريعات لتطبيق الخطة خاصة في مجال التخفيف من البيروقراطية ،بالاضافة الى التحلي بالصبر. وهو نفس الامر الذي يذهب اليه مصدر في صناعة النفط لفرانس برس والذي أكد أنه على السعوديين البدء ببرنامج مماثل عندما كانت اسعار النفط مرتفعة.
ويرى المصدر الذي فضل عدم كشف اسمه، ان البنود المقترحة "تحتاج الى وقت، الى وقت طويل، ليتم تنفيذها".
الى ذلك تذهب عدد من التحليلات الاخرى ان الرؤية السعودية لها من المقومات ما يجعلها قابلة للتطبيق على غرار محمد الشميمري، مدير مكتب محمد الشميمري للاستشارات المالية بجدة، الذي أكد بأن الصندوق السيادي المقترح سيمكن المملكة من تنويع مصادر الدخل... وخصخصة الشركات ستقلل من الفساد بسبب المحاسبة". فيما ذهبت الصحف السعودية الى الاشادة بهذه الرؤية حيث عنونت صحيفة "الشرق الاوسط" صفحتها الاولى بـ "السعودية الجديدة"، في حين رأت صحيفة "عكاظ" ان "المملكة تلبس قفاز التحدي".
التفاؤل بنجاح هذه الرؤية السعودية الطموحة لم تقتصر فقط على المحللين بل تجاوزها الى الشارع السعودي الذي تفاعل إيجايبا مع مصادقة مجلس الوزراء السعودي على على هذه الخطة. فعلى موقع "تويتر" ذهبت تغريدات السعوديين الى الاشادة بالخطة الطموحة حيث اعتبر الحميدي البيسان فغرد قائلا "لا خوف على وطن يرسم مثل هذا الرجل خريطته ورؤيته"، في اشارة الى الامير محمد بن سلمان.
اما الشاب سلطان التميمي (27 عاما) فقال ان "الوطن ولد من جديد بعد اعلان رؤية السعودية 2030".