أوضحت الأخصائية الاجتماعية نوال موسى الأسمري "أن الأسرة تلعب دوراً جوهرياً في تنمية شخصية الطفل خلال سنواته الأولى وهذا ما أكدته نظرية التعلم الاجتماعية على مدى أهمية الدور الذي تلعبه أساليب المعاملة الوالدية في تنشئة الأبناء وتكوين شخصياتهم لذلك ظهر جليا إتجاه قوي نحو تفعيل دور المشاركة الوالدية والأسرة في برامج ذوي الاحتياجات الخاصة والذي يندرج التوحد من ضمنها".
وأضافت الأسمري "أنه حسب احصائية مدرجة بصفحة وزارة الصحة في اليوم العالمي للتوعية بالتوحد أنه يعاني طفل واحد من كل ١٦٠ طفل من اضطراب طيف التوحد، لذلك هي فئة كبيرة ومهمة " وقالت: "إن تحول دور الوالدين من مستقبلي التوجيهات إلى دور فاعل في التربية من خلال تدريب الأمهات على عدد معين من المهارات كـالتواصل - التفاعل الاجتماعي - اللعب - لغه الجسد ولغه الحوار، ينعكس على تحسن ملحوظ لدى الابن التوحدي وسلوكياته ومستوى مهاراته".
وحول اختلاف طريقة التعامل من طيف توحد بسيط او متوسط وبين الشديد تابعت قائلة: "من المنطقي أن يكون هناك اختلاف لأن كل نوع من أنواع طيف التوحد له سماته وخصائصه التي تتطلب بالمقابل مستوى مهارات معين للتعامل معها بل إنه من الممكن ان يكون هناك اختلاف في التابعين لنفس المستوى الواحد، ولكن تعتمد طريقة التعامل مع كل مستوى على أمرين جوهريين وهما دقة التشخيص ومدى وعي الأم بحاجات طفلها وقدراته ونقاط قوته والتحديات التي تعترضه وتستطيع الأم ذلك من خلال تحديد نوع نشاطاته التي يساهم فيها أو حتى التي يود المشاركة بها والعمل على التواصل المستمر داخل المنزل وقد تستعين الأسره ببعض الأدوات مثل الجداول والصور بكس، والتايمر، والقصص الاجتماعية، وقواعد السلوك وبالإستمرار تصل الأسره الى النتائج المرغوبة".
وشددت الأسمري على ان أسرة التوحدي تمر بمجموعة من المراحل المتغيرة منذ ظهور الأعراض وصولاً إلى التشخيص الدقيق ومن ثم التكيف مع الطفل واحتياجاته حيث إن الأسرة بكل فرد من أفرادها يصبح له دور اجتماعي تجاه الطفل واحتياجاته لذلك أود أن أقول أن التعامل مع طفل من ذوي طيف التوحد هي من وجهه نظري رحلة ليست صعبه ولكنها مختلفة نوعاً ما، ونحتاج فيها إلى مجموعة من الخطوات التي قد تساعد الأسرة لتتمكن من تقديم دورها تجاه طفلها على أكمل وجه وأهمها التقبل للطفل بكل تحدياته والبحث المستمر عن نقاط القوة فيه ومن ثم التعرف على الاضطراب بصورة أكبر حيث أصبح الآن أكثر وضوحاً من السابق ومن ثم البحث عن المختصين الجيدين بهذا المجال والاطلاع على التجارب للأسر المشابهه بل والانضمام لجماعات دعم مماثله حيث وجدت إحدى الدراسات من "جامعة فاندربليت" أن أمهات الأطفال المصابين بإضطراب طيف التوحد يستفيدون بشكل كبير من دروس الحد من الإجهاد الأسبوعي التي تقدمها أمهات أُخريات يمرون بنفس التجربة