أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية سابقا نزار عبيد مدني أن الدبلوماسية السعودية ليست غائبة عن رؤية السعودية 2030 في رده على مقال للدكتور صالح بن محمد الخثلان رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشورى كان قد أكد فيها بأن الدبلوماسية السعودية سقطت في التقصير في التعاطي مع الرؤية.
و أوضح عبيد في رده على مقال الخثلان الذي نشر مؤخرا في صحيفة مكة بعنوان" الدبلوماسية السعودية غائبة عن رؤية 2030"، بأن الحديث عن تقصير للجهاز الدبلوماسي السعودي في التعاطي مع الرؤية فيه تجاوز للحد المعقول من المصداقية والموضوعية، ذلك أن وزارة الخارجية السعودية بادرت الى التعاطي معها بكل إهتمام وتتطلبه من عناية ومتابعة، إذ أصدرت تعليمات وتوجيهات إلى كافة بعثاتها في الخارج ببذل اقصى جهدها نحو شرح أهداف الرؤية وتوضيح مضامينها والحرص على تسويقها بالشكل الذي يتفق مع اهميتها.
و أضاف عبيد في مقاله في صحيفة مكة أنه وعلى الرغم من الاتفاق مع الخثلان في عدد من النقاط التي طرحها في مقاله، إلا أنه لا يوافقه الرأي في إعتبار ان حراك الدبلوماسية السعودية يتم بمعزل تام عن رؤية 2030 و أن سبب تجاهل الدبلوماسية للرؤية يعود إلى هيمنة الملفات التقليدية على النشاط السياسي للمملكة ،فيه كثير من التبسيط المخل، ذلك أن الإهتمام بالقضايا التي تمس الأمن الوطني وتهدف إلى تحقيق الامن والسلم والإستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي هي إحدى أولويات العمل السياسي الخارجي لأي دولة، إضافة إلى ان إنشغال المملكة بهذه القضايا يسهم وبشكل كبير في تحقيق أهداف الرؤية.
و تابع التأكيد على أن حضور الرؤية على المستوى الخارجي ليست مقتصرة على زيارات ولي العهد الخارجية فقط مثلما أكد الخثلان ، حيث أن الرؤية " كانت ولاتزال حاضرة دوما وبكل قوة في اللقاءات التي يجريها كبار المسؤولين في وزارة الخارجية. كما أن موضوع الرؤية ومضامينها كانت تستأثر بكثير من الاهتمام وتعطى الاولوية قبل تركه العمل في وزارة الخارجية حيث كان يكلف إحدى الزميلات في كل إجتماع بعرض الرؤية وأهدافها كمدخل للنقاش حولها والاجابة عن ما قد يطرأ من إستفسارات حول مضامينها.
و أوضح المسؤول السابق في وزارة الخارجية بأنه "لا يرى ضيرا في الاخذ بالمقترحات التي طرحها الدكتور الخثلان في نهاية مقالته"، لكنه شدد على أن ورغم ان رؤية 2030 لم تتطرق إلى السياسة الخارجية مباشرة إلا أنها إرتكزت على 3 عومل أساسية لها صلة بالجوانب السياسية وهي العمق العربي والإسلامي والقوة الاستثمارية، والموقع الجغرافي .