ما ان أعلنت المملكة العربية السعودية بدء عمليات عاصفة الحزم حتى تنادى للانضمام اليها اكثر من طرف عربي حتى طغى ذلك على القمة العربية في مدينة شرم الشيخ المصرية ، بل ان رياح عاصفة الحزم هى من كانت تدفع بأشرعة جدول اعمال القمة و مخرجاتها بما في ذلك الرد اللحظي لوزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل على رسالة رئيس الاتحاد الروسي بوتين . جميعنا يدرك ان العمل العسكري الفعلي الجوي و البحري او العمليات البرية الخاصة " ان وجدت و متى فُعلت ميدانيا " هو جهد تضطلع به مجموعة صغيرة من أعضاء ذلك الحلف القادرة فنيا و نوعيا من بين اعضاءة ، إما في الجانب السياسي ، فأن تأثير و نتائج القرار بإنطلاق العمليات العسكرية قد باتت واضحة عبر اتساق المواقف من كل القضايا الرئيسية بما فيها عودة دولاً عربية الى البيت العربي سياسيا . كل ذلك يدفعنا للتساؤل عن الخطوة القادمة لاستثمار زخمها سياسيا ، بل و حتى التساؤل مرة اخرى في فرضية التوسع في عضويته التحالف . لأننا جميعا يهمنا ان تكون عاصمة الحزم توطئة لاعادة هيكلة الجامعة العربية كما طرح في قمة شرم الشيخ ! لأي جهد عسكري هدف سياسي و لعاصفة الحزم اكثر من هدف سياسي قابل للتحقيق عبر التوظيف الأمثل عبر العناصر المتاحة لها و على رأسها الدفاع عن الهوية العربية كما جاء في كلمة خادم الحرمين الشريفيين الملك سلمان بن عبد العزيز ، فالهوية العربية بما تعنية من إرث انساني تاريخي و جغرافي كانت سور الدفاع الاخير الذي حال دون انهيار ما تبقى من دولنا العربية ابان رياح السموم العربي و استنهاض عاصفة الحزم . رؤيتنا الاستراتيجية يجب ان تشمل التسابق الصيني الروسي في الوصول لضفة الخليج العربي الشرقية عبر ايران كمدخل لبحر العرب لما لذلك من تهديد مباشر لمصالحنا الاستراتيجية و امننا القومي ، و ما الدعوة الروسية لانعقاد مجلس الامن حول اليمن اليوم الا محاولة منها لاسقاط المتاهة السورية على الوضع اليمني بما يخدم تقاطع المصالح الايرانية الروسية الصينية في بحر العرب و القرن الأفريقي . و كل ما تقدم يفرض علينا عدم التفريط به ، و ان حلف الأقوياء القادر على تمثيل رؤيتنا و خدمة مصالحنا بأكثر من شكل و في كل الظروف هو انجاز تاريخي يحتم عدم التفريط فيه ، بما في ذلك احتواء الراغبين في عضويته من أطراف عربية بشرط عدم التأثير على قدرة الحلف في الحراك السياسي بكل ادواتة المتاحة مستقبلا . و ما الموقف الداعم و الباكستاني تحديدا الا ثمرة من ثمار جولة الملك سلمان الآسيوية في 2014 عندما كان وليا للعهد و وزيرا للدفاع السعودي حينها ، حيث حققت تلك الجولة نقلة نوعية في تأطير وجهة نظراً مشتركة من التهديدات المباشرة لمصالح تلك الدول و خطوط تجارتها الحيوية و ارادتها السياسية . و من نتائجها كذلك استقرار العلاقات الهندية الباكستانية منذ ذلك الحين . الخواصر الرخوة تمثل تهديدا مباشر لنا و يجب عدم الالتفات طويلا لتفهم العالم لتلك التهديدات كما كان في إرتهان الملف السوري بالارادة الدولية ، حتى فرض علينا من خلال ذلك الملف حالة الفراغ السياسي بكل استتباعاتها من استقطابات تجاوزت حتى على الانتماء الوطني بين شركاء الوطن الواحد . لذلك يجب علينا التحلي بالشجاعة المتجردة من كل دبلوماسية تقليدية في مراجعة أهداف الحلف و الدفاع عن مشروعة السياسي اولا لا عبر انتاج جامعة عربية اخرى .