ريبال الأسد من مواليد 4 يونيو 1975، هو رجل أعمال وناشط سياسي سوري وهو مؤسس ومدير منظمة الديمقراطية والحرية في سوريا كما أنّهُ رئيس ومؤسس مؤسسة إيمان. التقته "الرياض بوست" للحديث عن طموحه السياسي ونظرته لمستقبل سوريا بعد سنوات طويلة في المنفى.
كيف ترى مستقبل سوريا في رأيك كسياسي شاب ؟
كي يكون هناك مستقبل واعد يحمي وحدة أرضها وشعبها يجب أن يكون هناك مؤتمر جديد يشمل كلّ الأطراف وكل من هو جاهز لدعم مساواة المواطنين تحت سلطة القانون مهما كان دينه ومذهبه وعرقه ، وهذا المؤتمر سينهي أي حضور للمتطرفين كالإخوان المسلمين ومشتقاتهم ، لأنهم سيرفضون مؤكدا" مبادئ المؤتمر لأنه يتناقض مع مشروعهم ومعتقداتهم .
ورفضهم هذا سيعطي للرئيس ترامب برهانا دامغا" أن ما كان يقوله خلال حملته الإنتخابية بحثا" عن المعارضة الديمقراطية مع وجود هؤلاء الإسلاميين أمر مستحيل ، والمعارضة المتطرفة التي كانت مدعومة من الإدارة السابقة لا تمثل مستقبل سوريا ولا طموحات الشعب السوري .
وأي شيء غير هذا سيؤدي إلى التقسيم تحت وطأت النفوذ العثماني والفارسي .وكما هو معلوم السيادة مفقودة اليوم في ظل عدم وجود حل سياسي وحضور عدة قوى خارجية إقليمية ودولية .
هل ترى أن عائلة الأسد ظلمت ؟
أكيد ، وكنت قد حذرت منذ البداية أنه لا يجوز لوم عائلة أو فئة بأكملها على ممارسات فردية أو على ما قام به النظام من قرارات سياسية وتحالفات خاطئة ، كالتحالف مع إيران على حساب العلاقات العربية ، ووقوفه مع تركيا التي تحتل لواء اسكندرون، و هي أرض سورية عربية أكبر من الجولان بكثير ، وقطر الداعم الأساسي للإخوان المسلمين الذين بدأوا حوارا" بين النظام والإخوان في تركيا وتوقف قبل الحرب بثلاثة أشهر ، مع أن تاريخ الإخوان الإجرامي في سوريا كان معروفا" منذ الستينات .
ودعم الجماعات التكفيرية الّذين عادوا وانقلبوا عليهم وقاتلوهم في سوريا خلال الأحداث .
أن تكون سوريا دولة مدنية ديمقراطية حضارية نموذجية ، وأن نُضمّد الجراح ونعمل جميعا" على إعمار سوريا وإعادة اللاجئين والمهجرين ، والإهتمام بعوائل الشهداء والجرحى ،
وأن يكون النظام كونفيديراليا او فديراليا كما هو الحال في ألمانيا و سويسرا او امريكا، لإعادة توازن الإنماء والتنمية والأمن إلى ربوع الوطن .
ونحن نادينا دائما" بالإنتقال السلمي التدريجي ، والحرص على أخوة العلاقات مع العرب فكان الوالد يعبر عنها باستمرار وقال في خطابه الشهير أمام رابطة خريجي الدراسات العليا في فندق الشيراتون عام 1984 : لقد قدم العرب الأموال والرجال لدعم معارك سوريا ، لقد قاتل العرب على أرض سورية ، ألا يكفيكم هذا ؟ كيف لنا أن ننتصر لولا الدم والمال العربي ؟ 'نحن ندرك ما بيننا وبينهم من بعض التناقضات الفكرية والايديولوجية لكننا نؤمن ان الموقف الوطني واأخلاقي والسياسي يقتضي ان نتجاوز هذه التناقضات ، لكنهم أبوا إلا أن يهاجموا إخوتهم العرب ويسيئوا لهم '.
وكان حينها صقور الإعتراض على موقفه العربي ونهجه العروبي هما نائب الرئيس الأسبق عبد الحليم خدام و و وزير الدفاع الأسبق مصطفى طلاس ، وكان الوالد أول من حذّر من خطر الإخوان المسلمين ، وأوّل من نادى باستعادة الأراضي العربية ومنها الأحواز العربية ولواء اسكندرون العربي السوري ، لانه كان يقول لا فرق بين محتل و آخر.
كيف تتذكر ابن عمك بشار الاسد كشخص ؟
حينما وقع الخلاف السياسي بين الوالد والرئيس الراحل حافظ الأسد رحمه الله ، بقينا نحن كعائلة وكنا صغارا" لا نتدخل في الخلافات ، وتركت سوريا وكنت صغير السن ، والوحيد الّذي لم يقطع علاقته معنا وكان يزور الوالد دائما هو الراحل باسل رحمه الله ، ويقيم في منزلنا كإبن عم وأخ كبير ، وكان يردد دائما" أن هذه المشاكل هي بين أبي وعمي ونحن لا نتدخل فيها وأنا أحب عمي كوالدي وأحبكم كإخوتي ، وهو تدرب عسكريا عند الوالد ، وعندما عاد الوالد إلى سوريا بعد وفاة جدتي رحمها الله فقال لي الوالد إذهب فورا" لزيارة ابن عمك باسل ، وكنا دائما" نلتقي في سوريا لحين وفاته ، وكل هذه الفترة لم أكن أعرف بشار وكل ما أعرفه أنه كان يدرس الطب وسبق أن اجرى دورة عسكرية للشبيبة عند الوالد، وبعد وفاة باسل بحوالي أربعين يوما" حصل خلافا بيني وبينه أمام فندق الشيراتون ما أدى إلى محاولة اغتيالي في مطار دمشق بعدها بأسابيع عدة .
هل تريد العودة إلى سوريا ؟
طبعا" ، هذا بلدي و هناك شعبي و عائلتي و أهلي وأصدقائي وأحبائي ، وحتما" أريد العودة .
كيف ترى علاقات سوريا المستقبل مع دول الخليج والسعودية ؟
كما قلت نريدها علاقات أخوية وممتازة كما كانت سابقا" ، ولا ننسى وقفتهم مع سوريا وخاصة المملكة العربية السعودية التي ساهمت في تحقيق الكثير من المشاريع في سورية التعليمية والإقتصادية وغيرها .
تربطكم علاقة مع السعودية كيف بدأت وما هي أبرز ملامحها ؟
العلاقة مع المملكة تاريخية تعود إلى حقبة الملك فيصل الراحل المعروف بوقوفه التاريخي مع سوريا في حربها مع إسرائيل ، وامتدت هذه العلاقة إلى الملك فهد والملك خالد والملك عبد الله رحمهم الله ومع الملك سلمان حفظه الله منذ كان أميرا" للرياض .
وعلاقاتنا العائلية والسياسية مع العائلة المالكة تحكمها أواصر الأخوة والمحبة وما زالت محبتهم واحترامهم حتى اليوم ، ولا ننسى وقفتهم مع سوريا ومع الوالد عندما ترك الوطن ، وقد جهد الملك فهد ومن ثم الملك عبد الله رحمهما الله جمع الشمل وإتمام مصالحة عائلية وقد باءت بالفشل .
ويوم كان الملك سلمان حفظه الله أميرا" للرياض كانت الزيارات الأخوية قائمة ولم تنقطع في المملكة وخارجها ، ولا نقبل أن تنقطع هذه العلاقات لما فيها مصلحة سورية والمنطقة العربية .
واليوم نثمّن الخطوات التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان والمشروع الإصلاحي التطويري ومحاربة التطرف بكل أنواعه الذي يقوده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وإبراز فكره العروبي ، ونقف مع المملكة ومصر في مواجهة المشروع الإخونجي المدعوم من قطر وتركيا وإيران والمراد منه السيطرة على الوطن العربي.