2015-10-10 

لماذا كذب بشار الأسد بشأن البراميل المتفجرة؟

جيرمي بوين، بي بي سي

طرح جيرمي بوين محرر بي بي سي لشؤون الشرق الأوسط تساؤلا عن سر إنكار بشار الأسد عن حقيقة أن قصف قواته الجوية لاحياء سورية بالبراميل المتفجرة، أثناء محاورته له منذ أسبوع تقريبا. واستطرد بوين بعدة تساؤلات عن شخصية رئيس البلد الذي يعاني من حرب أهلية في تقرير نشرته شبكة بي بي سي قائلا "هل هو كاذب مستهزئ أم رئيس يقاتل من أجل مصلحة بلاده؟ في الوقت الذي تدخل فيه سوريا عامها الخامس على الصراع الدائر بها، ما هو قدر ما يحمله الرئيس بشار الأسد من مسؤولية بحسب اعتقاده فيما يتعلق بأزمة بلاده؟" واعتبر أن ما قاله بشار الأسد، خلال المقابلة الخاصة، شيئا ليس حقيقيا كما كان واضحا بالنسبة له. إذ قال الأسد إن مزاعم قتل مدنيين ببراميل متفجرة محض هراء. واستشهد محرر بي بي سي بالعديد من اللقطات المصورة التي تبين إسقاط براميل متفجرة،والكثير من الشهادات التي أدلى بها شهود عيان، الموجودة على الأنترنت. واعتبر البراميل المتفجرة سلاح يقتل بلا تمييز إذ يجري إسقاطها بدون هدف، وأضاف ساخرا من موقف الأسد "يدعو القانون الإنساني الدولي الأطراف المتحاربة إلى بذل قصارى الجهود الممكنة لحماية المدنيين. لذا إسقاط براميل متفجرة بدون هدف لا يمكن أن نعتبرها ضمن تلك الجهود المبذولة" ويتناول بوين أن ما أشار له الأسد بأن المعارضة وتقتل مدنيين بلا تمييز أيضا. قائلا "أن هذا صحيح. ولكن خطأ جانبين لا يجعل مما يفعلانه صوابا. فالغرض من القانون الإنساني الدولي هو تنظيم استخدام القوة لحماية الأطراف غير المقاتلة". ويطرح بوين عدة احتمالات للرد على هذه التساؤلات، غير أنه لم يجزم بصحة أحداها، منها أن تصريحات الأسد تستهدف أنصاره في المنازل الذين سيشاهدون هذه المقابلة على التلفزيون السوري وقناة بي بي سي. وربما كان غير مكترث للأوساط خارج سوريا التي تستقبل تصريحاته بتشكك، أو يؤمن بما يقوله. أو أن جنرالاته يقولون إنهم لا يقتلون مدنيين وهو يصدقهم. رربما هو كاذب مستهزئ، على حد وصف محرر بي بي سي. ويعرج بوين إلى حقيقة إدارة بشار للأمور إذ إنه منذ أن ورث منصبه من والده حافظ الأسد عام 2000، أثيرت الكثير من التساؤلات طوال 15 سنة ماضية بشأن قضية محورية هي هل بشار الأسد يزاول مهامه بالفعل؟ فقد كان من المفترض أن يخلف باسل، الشقيق الأكبر لبشار، والده في تولي السلطة، لكن في عام 1994 لقي مصرعه في حادث سيارة وكان بشار الأسد طبيبا وليس جنديا، وعندما تولى السلطة كان لا يحظى بالاهتمام مثل شقيقه الأكبر ووالده. وأشار بوين إلى حديث بشار عن الإصلاح. متناسيا الماضي. وسعي قادة الغرب إلى إقامة علاقات صداقة معه. إذ فكر توني بلير، رئيس وزراء بريطانيا السابق، في منحه لقب فارس . لكنه بعناده لم يكف الأسد عن معارضته لإسرائيل ودعمه لأعداء اسرائيل. وأضاف أنه يعتقد أن بشار على علم بما يفعله، فسوريا هي الشغل الشاغل لعائلة الأسد وقد ورث هو قيادة البلاد . إلا أن هناك إجماعا على حكمه ، فالعائلة وأصدقاؤها الدائمون لديهم فيها مصالح كبرى وكلمة مسموعة. واختتم تقريره بتخمين بأن بشار الأسد يؤمن بشدة أنه في معركة يسعى فيها للحفاظ على كل شيء يهمه، ويمكن لأي أحد أن يستخدم هذه الفكرة لتبرير أي صفقة كبرى. أما بالنسبة للطريقة الذي ينظر بها بقية العالم إليه، لا يولي ذلك أي اهتمام.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه