2019-06-23 

الحاجة تؤدي للنصب

غالية خياط

الحاجة الماسة للاستقرار الإجتماعي عند الفتيات العربيات أدت إلى ايجاد طرق كثيرة ومختلفة في اقناع الشباب الذين عزفوا عن الزواج والهروب من إلتزامات "فتح بيت" والاستقرار، حيث أن التغيرات المادية الطارئة على المجتمع العربي تحديدا من الاعتماد الكلي على الذكر من الناحية المادية وإضافة إلى الأعباء الأخرى من مهر وحفل العرس وأثاث المنزل، الفكر العربي الجمعي لمسألة الزواج على أنها ضرورة اجتماعية خلقت جوا من أساليب النصب عند كلا الطرفين بسم الزواج.

 

     تعدد طرق البحث عن عروسة والهدف واضح هو الحصول على المال واللعب على المشاعر المرهقة باسم الزواج. بسبب تغير القوانين السياسية في المملكة حفظها الله في بقاء الغير سعوديين وحصولهم على الإقامة السعودية؛ نشأت ظاهرة الزواج من مواطنة طيلة الإقامة من أجل عمل واتخذت بعض السيدات هذا الزواج كنوع جديد من الاستثمار للأسف، حيث تفرض شروطها للحصول على مميزات من خلال هذا الزواج المؤقت الذي ينتهي بالمصلحة المتفق عليها؛ وقد يراه الوافد أنها نوع من الاستغلال حيث يسائل بمبالغ قد تقضي على مدخراته؛ ويسمى هذا الزواج " زواج سعودة".

 

     ومن ناحية أخرى هنالك الفتيات الطامحات في الزواج والاستقرار في الخارج وهذا الزواج الفاخر الذي يتطلب شروط تشبه الاشتراك لمسابقة ملكات جمال العالم حيث أن الخطابة " النصابة" تكون متواطئة مع العريس " صاحب الجواز الدبلوماسي" الوهمي تطلب منهن تعبئة ابليكشن ويقدر قيمة هذا الفورم بأربعة ألف ريال سعودي، وتحول عن طريق التحويلات السريعة وتدعي بأن العريس دكتور أكاديمي، ولن يقبل بزوجة لا تريد إكمال الدراسات العليا، ومن هنا يتم النصب على الفتيات اللاتي يردن الزواج ولا يمكنهن إرجاع المبلغ؛ لأنه محول لحساب شخصي، علاوة على خوفهن من الفضيحة أمام الأهل، حيث أنهن يبحثن عن الزواج كيفما تكون الطريقة. وتقول الخطابة أنها حصلت بهذه الطريقة الجديدة في خطبة المثقفات الجميلات على مبالغ مادية كبيرة تقدر بمئات الألوف، لأن تعاملها كان بالدولار وهذه الطريقة أسهل لجمع المال والاقناع، كلما تقدم العلم كلما تقدمت أساليب الاقناع الخاص بالمحتالين.

 

وشكل أخر من الخدعة المشروعة اجتماعياً يقول أحدهم: لأن الفتيات يردن العمل فأخبرت الخاطبة أنني أريد زوجة عاملة في شركاتي الموجودة في أرجاء المملكة حيث يتطلب الأمر زوجة تعمل في الشركة بلا راتب وكل عام زوجة جديدة وموظفة جديدة؛ وقد تم هذا الزواج أو العقد الوظيفي للزوجة وهو حصولها على منصب مرموق ويتم التنازل على حقها من المهر والعرس وذلك لأن زوجها رجل مشغول في الشركات التي لا تكاد أن تكون مؤسسات خدماتية تتطلب عدد من العمالة الوافدة وأيدي عاملة رخيصة.

 

يقول الدكتور الحارث المزيدي: الارتباط من خلال الانترنت غير صحي لأنه يخفي أكثر مما يظهر، ولابد من معرفة الوقت المناسب لإعطاء القلب والثقة للشخص المناسب حين يتم معاشرته في أرض الواقع، وليس عن طريق خاطبة أو النت. والزواج من أجل دفع العنوسة أو دفع الملل فهو خاطئ؛ يجيب أن يكون مكملاً للسعادة لا السعادة ذاتها. فسعادة الإنسان موجودة داخله.

 

خلاصة أخيرة لا يجب على المرء إظهار حاجته عند لئيم حتى لا يطأ جرحك ويخدش كرامتك بسبب اظهار جانب ضعيف أمام الملأ .

 

- غالية خياط

كاتبة سعودية

 @Ghaliahk

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه