تواجه العلاقات الأمريكية الإسرائيلية اسوأ أزمة حيال سياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي المعاد تكليفه بنيامين نتانياهو التي تنسف عملية السلام في الشرق الأوسط من ناحية، وحيال الاتفاق النووي بين طهران والغرب حول بنرامجها النووي، الذي لطالما دفعت تجاهه إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما من ناحية أخرى. وفي الوقت ذاته، لطالما حاول نتانياهو، تعطيل الاتفاق الذي توصل إليه وزراء خارجية مجموعة الستة زائد واحد وإيران في لوزان السويسرية مطلع إبريل الجاري، لدرجة دفعت رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى إلقاء خطاب أمام الكونجرس الأمريكي، لمنع التوصل إلى هذا الاتفاق، الأمر الذي أزم الموقف بين الرجلين، أوباما ونتانياهو. غير أن الرئيس الأمريكي أكد في أكثر من مناسبة بأن الخلاف بينه وبين نتانياهو هو اختلاف سياسات لا خلاف شخصي، وأن كل منهما يسعى إلى صالح بلاده. وأيا ما كانت درجة الخلاف بين أوباما ونتانياهو، وسواء كان هذا الخلاف شخصيا أم سياسي، فإنه لا يمكن للرئيس الأمريكي نسيان ركيزة أساسية في السياسة الخارجية الأمريكية، وهي أن أمن إسرائيل هو الأولولية القصوى للولايات المتحدة، وإلا فإن موقفه الداخلي، وهو يمضي شهوره الأخيرة في البيت الأبيض، سيكون صعبا، أمام جماعات الضغط الصهيونية. لذا كان من الضروري أن يؤكد أوباما أنه لا يمكن لأي خلاف بين الولايات المتحدة واسرائيل أن يؤدي الى كسر الرابط الذي يجمعهما. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن أوباما قوله "حتى خلال الخلافات التي حصلت بيني وبين رئيس الوزراء نتانياهو حول ايران وحول المسألة الفلسطينية في آن معا، فانا كنت دوما ثابتا في التأكيد على ان دفاعنا عن اسرائيل لا يتزعزع". وأكد الرئيس الاميركي أن أي إضعاف لاسرائيل خلال عهده او بسببه سيشكل "فشلا جذريا لرئاسته"، مجددا تضامن الولايات المتحدة مع اسرائيل على الرغم من الخلافات بين الحليفين حول الاتفاق المرحلي بشأن البرنامج النووي الايراني. وقال أوباما في مقابلة مصورة مع "نيويورك تايمز" بثت الاحد على الموقع الالكتروني للصحيفة "ساعتبره فشلا من جانبي، فشلا جذريا لرئاستي، إذا اصبحت اسرائيل أضعف خلال عهدي او نتيجة لعمل قمت به". وأضاف الرئيس الاميركي في المقابلة المسجلة ومدتها 45 دقيقة ان هذا "لن يشكل فشلا استراتيجيا فحسب، بل اعتقد انه سيكون فشلا اخلاقيا". ودان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الأحد مجددا الاتفاق المرحلي بين الدول الكبرى وايران حول برنامجها النووي، واصفا اياه ب"السيئ جدا" لانه يبقي بنية تحتية نووية كبيرة لطهران التي تريد "القضاء" على اسرائيل و"غزو الشرق الاوسط". ونتانياهو الذي يعتبر احد اشد معارضي الاتفاق الاطار الذي توصلت اليه في مدينة لوزان السويسرية الخميس مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا اضافة الى المانيا) وايران حول البرنامج النووي الايراني، شن حملة شرسة ضد هذا الاتفاق بظهوره في العديد من البرامج السياسية التي تبث الاحد على شاشات قنوات التلفزة الاميركية.