إستبعد موفق النويصر رئيس تحرير صحيفة مكة أن يكون دمج عدد من الصحف الورقية أو تحويلها لمنصات رقمية، حلا للصعوبات التي تواجهها عدد من المؤسسات الصحفية السعودية، مؤكدا بأنه سيخلق طوابير من العاطلين عن العمل.
وعلق النويصر في مقال له في صحيفة مكة على دعوة الكاتب الصحفي محمد آل الشيخ لوزير الإعلام، دمج صحيفتي «الجزيرة والرياض» في صحيفة واحدة، وصحف «المدينة والبلاد ومكة والوطن» بصحيفة «عكاظ»، وبقاء صحيفة «اليوم» على حالها، والتركيز على الصحافة الالكترونية الحديثة، قائلا " لو سلمنا أن الكاتب تجاهل ذكر صحف «الشرق» و«الحياة» و«سعودي جازيت» لأنها تحولت إلى الكترونية، رغم أنها ما زالت تعامل وفق قانون الصحف الورقية، إلا أني لم أفهم لماذا أغفل صحف «الشرق الأوسط» و«الاقتصادية» و«الرياضية» و«عرب نيوز»!"
وتسأل النويصر قائلا " هل لأنه لا يراها سعودية، وبالتالي لا يعنيه من قريب أو بعيد نجاحها أو فشلها؟ أم لأنها ناجحة، وبالتالي ليست معنية بكل أحاديث التحول الرقمي أو الدمج؟بالنسبة للجزء الأول من السؤال، أجزم أني أمتلك الإجابة عنه، كوني شرفت بالعمل في بعض تلك الصحف لأكثر من 18 عاما، وأستطيع أن أؤكد أنها صحف سعودية خالصة 100%، ولديها التوجهات نفسها التي لدى الصحف المحلية، وتتقاسم معها الهموم عينها."
واوضح ان سبب صمود ونجاح هذه الصحف هو إحتكامها في عملها لنظام تجاري استثماري يختلف كليا عن نظام المؤسسات الصحفية الذي تعمل بمقتضاه باقي الصحف، "جعلها قادرة على معالجة ما يعترضها من معوقات بمرونة أكبر، وبالتالي ليست بحاجة لمشورة خارجية من أحد لتحقيق خيارات الدمج أو الإغلاق أو التحول الرقمي، متى ما كانت مؤشراتها الاستثمارية تشير إلى ذلك."
وأوضح الكاتب والإعلامي السعودي أن هذه المؤسسات لم تتوانى في إغلاق عدد من نشرياتها على غرار صحف «المسلمون» و«الصباحية» و«الظهيرة» و«عالم الرياضة» عندما تحولت إلى عبء عليها، أو أن محتواها لم يعد يلائم احتياجات السوق، أو انتفت الحاجة إليها لتركز جهودها على مطبوعاتها المتبقية.
وفي ذات السياق شدد الكاتب "شخصيا أعتبر هذه الصحف «ترمومتر» الإعلام بالمملكة، وأن بقاءها دليل واضح على جدوى الصدور الورقي، وأنها متى ما قررت التخلي عن منصاتها الورقية بالكامل والاكتفاء بـ «الرقمية»، فالأكيد أنها وصلت لقناعة تامة بعدم جدوى وجودها في هذا السوق، وأن الفضاء الالكتروني بات مؤهلا للتحليق فيه بأمان. عندها سأدعو نفسي وباقي الصحف الأخرى للسير خلفها «عمياني»."
و أكد النويصر إن أي خطوة مستقبلية ستتخذ في ظل نظام المؤسسات الصحفية الحالي، سواء كانت «الدمج» أو «التحول الرقمي»، تعني انضمام 50% من العاملين في مؤسستي اليمامة والجزيرة إلى طابور العاطلين عن العمل، و70% من منسوبي مؤسسات عكاظ والمدينة والبلاد ومكة وعسير للطابور نفسه!
و تابع "لو سُئل العاملون في المجال الإعلامي اليوم، بماذا يتذكرون آخر 3 وزراء إعلام مروا بهم، لأجابوا: بطفرة القنوات الفضائية في عهد الدكتور عبدالعزيز خوجة، وإثقال كاهل المؤسسات الإعلامية بالمخالفات في فترة الدكتور عادل الطريفي، والسعي لحصول الصحف على دعم حكومي يليق بها إبّان تولي الدكتور عواد العواد، فبماذا يريد الوزير تركي الشبانة أن يتذكره الناس غدا؟ هل بربط اسمه بإغلاق الصحف في عهده أم بتصحيح مسارها؟"
و ختم النويصر قائلا " تصحيح المسار - بالنظر للواقع - يحتاج لأمرين: زحزحة جبل الجليد «المديونيات الحكومية المتراكمة للصحف» بالتفاهم مع وزارة المالية، وعقد ورشة عمل كبرى برعاية وزارة الإعلام، تدعو إليها ممثلين من المشتغلين بمهنة الصحافة، لتقديم مسودة تنظيم جديد للمؤسسات الصحفية، يستند كثيرا على النظام الذي تعمل به صحيفة «الشرق الأوسط» وشقيقاتها، ليكون بديلا للنظام الحالي الذي أجزم أنه خلف الفوضى التي تعاني منها الصحف اليوم."