خطاب أمير قطر المنتظر: الابن يريد... الأب لا يريد؟
يريد أمير قطر الشيخ تميم آل ثاني التوجه بخطاب إلى الشعب القطري ودول الخليج يشرح فيه ثنايا الأزمة حسب مصادر "الرياض بوست" غير أن فحوى هذا الخطاب لا يزال يثير خلافاً بين الأمير الشاب والأمير الأب، الذي يصر على لهجة أكثر حدة لا يفهم منها أن الدوحة قد تقدم أي تنازلات.
وتضيف المصادر إلى أن الخطاب "ليس له ضرورة استراتيجية بالنسبة للدوحة نظراً لأنها لن تغير سياستها إزاء أي من الملفات موضع الخلاف مع الجيران" لكنه من أجل "توفير غطاء شعبي للقيادة القطرية" وضمان "وقوف الشعب القطري مع سياسات الحكومة في هذه الأزمة خصوصا التحالف المرتقب مع طهران وأنقرة".
وعلى الضفة الأخرى يرى بعض المحللين أنه لا صحة لوجود اختلاف في وجهات النظر داخل القيادة القطرية على مضمون الخطاب أو شكل السياسات الخارجية، بل هي مسرحية تقسم أركان القيادة في الدوحة إلى "الشيخ الطيب" و"الشيخ الشرير" ظاهرياً، بينما مفاتيح اللعبة لا تزال بيد الأمير الأب فقط لا غير.
ويعتقد المؤمنون بنظرية الخلاف في صفوف القيادة القطرية، أن الجناح الشاب في الأسرة يرى أنه حان الوقت لإعادة توجيه السياسة الخارجية للبلاد بشكل يجعلها أكثر قرباً لدول الخليج المجاورة بدلاً من الانهماك في دعم التنظيمات العابرة للحدود، خصوصاً بعد تصريحات إدارة ترامب الداعمة للاستقرار في المنطقة والراغبة في التكريز على الإرهاب وإيران.
بيد أن الحمدان، إبن خليفة وإبن جاسم، يرون أن قطر قادرة على الاستمرار في سياستها السابقة برهانهم على أن الوضع في واشنطن لن يظل كما هو عليه، في إشارة إلى التحقيقات المستمرة بشأن علاقة ترامب مع روسيا والتي قد تؤدي إلى عزله حسب الرؤية القطرية.
ويبدو أن الطموحات في زوال ترامب لن تكون مخلصا للقيادة في قطر، حيث تشير الأنباء الواردة من واشنطن عكس ذلك، بل أن الرئيس عازم على لعب دور أكبر في الحرب ضد التنظيمات الإرهابية في العالم وخصوصا في منطقة الشرق الأوسط.
ويميل المحللون، الذين لا يؤمنون بوجود معسكرين في الدوحة، إلى أن تأجيل خطاب الأمير عائد إلى أنه ليس لديه ما يقوله عن هذه الأزمة، وأن النظام الحاكم في قطر لا يزال ينتظر ردود الفعل الدولية لتخليص ملفه من الارتباط بالإرهاب أولاً ثم التفرغ للحديث عن المشكلة مع دول الجوار.
