إنتظر القطريون خيرا و جديدا من خطاب أميرهم الأخير الذي أثبت من جديد فشل القيادة القطرية في التأقلم ومجاراة تطورات الأزمة، و فشل الشيخ تميم في بناء خطاب متكامل يقنع القطريين وجيرانهم ويكسبه كاريزما يفتقر إليها.
موقع AGora vox أورد في هذا السياق تقريرا للباحث والمحلل السياسي الإماراتي سالم الكتبي ترجمته عنه الرياض بوست أكد فيه أن الخطاب السياسي بشكل عام يعتمد إلى حد كبير على عدة عوامل هامة، أولها المضمون ، فالسياسيون لا يمكن ببساطة أن يكرروا نفس الخطاب ونفس التصريحات السابقة في كل خطاب جديد، أما العامل الثاني فهو شخصية الرئيس أو القيادة السياسية وقدرتها على جذب وإقناع الرأي العام بمصداقية وأهمية خطابه، والعامل الثالث هو التوقيت، الذي يلعب دورا حيويا في منح صفات إضافية للخطاب السياسي، وهي العوامل التي إفتقر لها خطاب أمير قطر الأخير.
ويضيف الكتبي أن الخطاب الأخير لأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد، خلى من أي موضوع هام و لم يأت بأي قرار أو توجه جديد ، مما يثير التساؤلات حول الغرض من هذا الخطاب ومبرارته.
وفي سياق متصل يشير المحلل السياسي إلى أن المراقبين الموضوعيين يفترضون أن هذا الخطاب يمكن تصنيفه في خانة خطاب التحريض السياسي والإعلامي، لكن هذا النوع من الخطابات يتطلب من القادة والسياسيين أن تكون لديهم الكاريزما لجذب الجمهور وصرف انتباههم عن محتوى الكلام، سواء أكان جديدا أما مكررا .
كما أن طريقة الانتقال في هذا الخطاب السياسي مختلفة ، ولها خصائص محددة من حيث الأداء والأسلوب، التي إفتقر لها أمير قطر، حيث أظهر بأنه لا يمتلك الكاريزما لتوجيه وإقناع الرأي العام القطري والعربي، و جعل المشاهدين يستمعون له بشغف وينتظرون منه جديدا، إذ ظهر أمير قطر وكأنه يقوم بقراءة نشرة الأخبار وليس خطابا سياسيا وفق الباحث الإماراتي.
أما من ناحية المضمون فقد استخدم أمير قطر مفردات سياسية محددة لجلب التعاطف الغائب، وهو اة يعكس أزمة ثقة في العلاقة بين الحكومة والشعب القطري، حيث حاول الأمير تميم كسب ثقة الجمهور التي هزتها المقاطعة.
كما كانت قراءة أمير لتطورات الأزمة ومستقبل الأزمة سريعة ومترددة، الأمر الذي يعكس موقف القيادة القطرية، وانعدام الثقة، كما يتضح بحث الأمير تميم عن دعم شعبي وسياسي أكبر من خلال ذكر وإقحام إسم والده في الخطاب وفق الكتبي.
أما فيما يتعلق بالعامل الثالث وهو توقيت الخطاب ، يعكس توقيت خطاب أمير قطر وبثه الأزمة الحقيقية التي تعيشها قطر، وهو ما تتطلب خطابا للإعلان عن الإجراءات المتخذة من قبل الحكومة لطمأنة الرأي العام القطري وتخفيف ثقتهم المهزوزة في حكومتهم وأميرهم.
لكن ما يثير الإهتمام هنا وفق الكتبي ، هو البروبغندا الإعلامية التي رافقت الخطاب الذي تم بثه في كل وسائل الإعلام القطرية، للإيحاء بأن شيئا جديدا قد حدث والواقع أن أمير قطر تحدث لكنه لم يأت بجديد بل خصص خطابه فقط للحديث عن مآثر والده والإشارة لأفكار و عناوين دون أرقام أو بيانات تؤكد حجم آثار المقاطعة على البلاد والإجراءات المتخذة لحلها أو الحد من آثارها.