اعتذارات الخطوط السعودية والطيران المدني عن الفوضى والتأخير للركاب لا تكفي، لو كان هناك نظام تفاعلي جيد محكم لديه القدرة على سرعة الاستجابة للطوارئ، لبقي كثير من المسافرين في مواقعهم قبل الذهاب إلى المطارات، أو رتبوا أمورهم بصورة أو بأخرى، ولخفت حدة الازدحام والمعاناة، في بيان توضيحي نشرته الصحف قالت إدارة الهيئة العامة للطيران المدني إنها «تضع نصب عينيها أهمية استحداث طرق وأساليب واستراتيجيات فعالة لسد الثغرات التي قد تحدث في حالات الأزمات، بما يمكنها من ضمان حصول المسافرين على أعلى مستويات الخدمة أثناء رحلاتهم عبر المطارات السعودية». وهذا كما هو معروف يقع ضمن «سوف»، الحقيقة أنه كان ولا يزال «نصب عينيها» وعيون غيرها الكثير لم تتم مواجهته إلا بالوعود التي تبدأ بـ«سوف وسندرس». هناك «قوة قاهرة» حسناً نسلم بهذا الأمر، لكن بالإمكان التخفيف منها وقهر حدتها عند توقعها ووضع الخطط لها، تنافس الطيران المدني مع الخطوط في حدة الارتباك، مع أنها ليست المرة الأولى التي نعيش فيها مثل هذه الموجات الغبارية، لماذا حدث ما حدث إذاً؟ الإجابة عن هذا السؤال ربما تفتح آفاق الحلول الفعالة ننقلها من «نصب أعيننا» إلى وسطها، هل كان للخبرة دور في الإخفاق الحاد الذي حدث؟ ربما خصوصاً وإدارات الطيران المدني والخطوط جديدة على المواقع، إذا كان هذا الاستنتاج صحيحاً فتش عن الخبرة وكيف يمكن احتكارها في أفراد بدلاً من مؤسسات؟ *نقلا عن "الحياة"