رغم إختلاف الأهداف والأدوار إلى أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمسؤولين السعوديين تشير إلى أن كليهما يريدان سعر برميل النفط في حدود 75 دولارا.
صحيفة فاينانشنال بوست أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنه الرياض بوست أكدت قيه أن إلقاء نظرة على التصريحات التي صدرت في سوق النفط من قبل أكبر مصدر للنفط في العالم هذا العام تشير إلى أن السعودية تتطلع إلى أن تستقر أسعار النفط عند حوالي 70 دولارًا للبرميل.
وأضاف التقرير " من المحتمل ألا يهتم زعيم أوبك بحكم الأمر الواقع بارتفاع أسعار النفط إلى 75 دولاراً للبرميل وما بعده"، غير أن "المشكلة أنه وما إن ترتفع الأسعار ، يخرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، مغردا على تويتر في كثير من الأحيان ، لحث المملكة العربية السعودية على خفض الأسعار."
وأوضح التقرير " لقد فهمت أوبك منذ فترة طويلة التأثير الذي يمكن أن تحدثه بضع كلمات للصحفيين في بهو الفندق أو عبر الهاتف على سعر النفط ، وغالبًا ما يطلق عليه المحللون اسم "jawboning"."
ونتيجة لذلك ، تم تعليق الأسعار بين 60 إلى 75 دولارًا للبرميل هذا العام ، على الرغم من تقلب الأسواق المالية وانقطاع الإمداد النفطي الكبير ، مدفوعًا بشكل رئيسي بالعقوبات الأمريكية المفروضة على إيران وفنزويلا.
وفي سياق متصل أكد التقرير " تمثل أوبك حوالي ثلث العرض العالمي ، ويمكن لتعليقات المسؤولين الذين لديهم نظرة ثاقبة على مستويات الإنتاج أو توجيهات مستقبلية بشأن سياسة أوبك أن تحرك الأسعار بشكل كبير."
ورغم أنه "ليس لدى منظمة البلدان المصدرة للبترول والمملكة العربية السعودية هدف سعري رسمي ، لكن المصادر تقول إن الرياض تريد أن يبلغ سعر النفط 70 دولارًا على الأقل."
و يبدو أن التصريحات سوءا من قبل أوبك او السعودية هذا العام تدعم هذا الطرح، ففي أبريل فقط ، ومع قرب برنت من 75 دولارًا ، تحدث مصدر من أوبك بغاية تهدئة الأسعار. و " هناك ما لا يقل عن خمسة تعليقات كانت تهدف لوصول سعر برميل النفط بين 70 و 57 دولارًا."
كما أكد مسؤول سعودي في الثامن من أغسطس أن "المملكة العربية السعودية ملتزمة ببذل كل ما في وسعها للحفاظ على توازن السوق في العام المقبل" ، أي بعد يوم من هبوط برنت إلى ما دون 56 دولار ، وهو أدنى مستوى له منذ كانون الثاني.
وقد ساعد التعليق على رفع أسعار النفط بنسبة 2 ٪ في ذلك اليوم.
و قامت أوبك بتخفيض الإنتاج منذ بداية عام 2017 ، حيث يقول التجار إنهم يتوقعون من السعودية المزيد من خفض الإنتاج وسط تباطؤ الطلب العالمي على النفط.
من جهته أكد ستيفن برينوك من شركة بي في إم البترولية "إن اوبك تمرست على ممارسة رفع المعنويات للدفع نحو استقرار أسواق الطاقة في أوقات الشدة".
وأضاف برينوك في اشارة الى تعليقات الثامن من اغسطس اب "هذه المرة لم تكن مختلفة .. كما كانت دائما هي السعودية هي الزعيمة الفعلية للمجموعة."
وفي الوقت نفسه ، حث ترامب المملكة العربية السعودية حليفة الولايات المتحدة على خفض الأسعار وتعويض النقص في صادرات النفط الإيراني . و كان لتعليقاته في بعض الأحيان تأثير على أسعار النفط.
وفي مناسبة أخرى ارتفعت أسعار البنزين بعد أن دعا ترامب يوم 26 أبريل ،أوبك للتدخل لرفع الأسعار ليصل سعر برنت بعد ذلك بيوم إلى 75.60 دولار ، وهو أعلى مستوى له هذا العام .
و انخفض النفط 3 ٪ في ذلك اليوم حيث أعطت تعليقات ترامب زخما لعمليات البيع.
و مع انخفاض الأسعار إلى ما دون 70 دولارًا و 60 دولارًا ، زاد التواتر ليخرج مصدر من أوبك من جديد لدعم الأسعار. ومع انخفاض الأسعار عن 75 دولارًا ، تراجع ترامب على الضغط على أوبك.