انتهى موسم حج ١٤٤٠هـ بنجاح باهر ولله الحمد واحتفل السعوديون قيادة وشعبا بهذا النجاح الذي كان بمثابة عيداً ثالثاً للسعوديين، موسم حج هذا العام كان ثمرة وامتداد لجهود سابقة لكنه كان مختلفاً، وسر هذا الاختلاف يعود إلى أن السعوديين هذا العام عملوا بروح الوطن أولاً وظهر الانتماء لأرض المملكة العربية السعودية في كل عمل يقدمونه كسعوديين لضمان رحلة حج آمنة ومريحة لما يزيد على 2,5 مليون حاج أتوا من بقاع الأرض كافة.
لقد كان ملهمهم في هذا الأب القائد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله في كلمته التي وجهها لوزير الحج عندما قال " أكبر خدمة أن يجي الحاج والمعتمر آمن مطمئن " كما قال " كلنا نخدم الحرمين ماهو أنا لحالي " وكانت هذه الكلمات بمثابة موجه لجميع من يقطن هذا الوطن من مواطن ومقيم لاستشعار المسؤولية والمشاركة في تقديم أجمل ما لديهم ومايستطيعون، سواء ممن عمل مباشرة على خدمة الحجاج أو من استقبلهم أثناء رحلة القدوم والعودة وفتحوا بيوتهم لهم أو ممن كان يتابع ويدعو الله أن يحفظ هذا البلد وأهله وضيوف الرحمن من كل سوء، لتكون صورة المملكة العربية السعودية مشرفة ومبهرة، حيث قدم الجميع من مواطن ومقيم على أرض السعودية ما يليق باسم هذا الوطن وما يليق بضيوف الرحمن.
لقد كان موسم حج 1440هـ نموذجاً للتكامل عالي المستوى بين قطاعات الدولة على اختلافها وتناغم بين أفرادها، هذا التكامل كان محركه رفع اسم السعودية عالياً، حيث كانوا يتسابقون للحصول على الأجر وتقديم صورة السعودي الإنسان المتقن لعمله الذي لايبتغي عليه أجرا إلا من الله ولعل ما قاله أحد المشاركين في خدمة الحجاج الطالب العسكري نادر (هذا واجبي)، موجها كلامه لحاجة أرادت مكافأته، كان بمثابة درساً لكل العالم بأن ما تقوم به المملكة العربية السعودية هو واجبها الذي لا تتبعه بمنٍ أو أذى، هذا الواجب كان بنكهة وطن اسمه السعودية جاءت فيه صورتها وسمعتها أولاً، هذا العام كان السعوديون يخدمون الحجاج بنكهة الانتماء للوطن ليوصلوا رسالة مفادها "نحن السعوديون نحبكم وفي خدمتكم".
حج هذا العام كان حمل رسالة هي "الوطن أولا والانتماء للسعودية أولا وآخرا"، لنمنح العالم أجمع أجمل ما لدينا لنصل بهم إلى حد الإبهار، نحن في الطريق للتعافي من الفكر القديم " الفكر الأممي العروبي" للنتقل إلى الفكر الذي يجعلنا نركز على اكتشاف ذاتنا ونشعر بالفخر بما لدينا، الذوبان مع مجموعة دول تختلف طبيعتها الجغرافية والثقافية والفكرية دون الالتفات لمن نحن وماذا لدينا كان يشغلنا في قضايا ليست لنا وتعيق تقدمنا، عندما تحب وطنك أولا فإنك تكتشف مكامن القوة لديك مما يجعلك قادرا على أن تقدم للآخرين أفضل ما عندك لتبهر فيه العالم أجمع.
الحمدلله على التمام وحفظ الله هذا الوطن آمنا مطمئنا وسائر بلاد العالم أجمع.