الفيصل: على استعداد لوقف العدوان على اليمن

تتطور الأحداث اليمنية للأسوء كل لحظة إذا تشير الأوضاع إلى تصاعد حمى الحرب الأهلية فى اليمن لاسيما بعد طلب وزير الخارجية اليمني رياض ياسين يوم الاثنين دول الخليج العربية إلى التدخل عسكريًا في اليمن لوقف تقدم المقاتلين الحوثيين. وقال ياسين لصحيفة الشرق الأوسط "جرى مخاطبة كل من مجلس التعاون الخليجي والأمم المتحدة وكذلك المجتمع الدولي بأن يكون هناك منطقة طيران محظورة وأن يمنع استخدام الطائرات العسكرية في المطارات التي يسيطر عليها الحوثيون ودعا الرئيس عبدربه منصور هادى مجلس الأمن الدولى، قبل جلسته لمناقشة الأزمة اليمنية،أمس الأحد، بتقديم المساعدة العاجلة لوقف عدوان مسلحى جماعة أنصار الله الحوثية، بموجب الفصل السابع، الذى يتيح استخدام القوة العسكرية. وبدوره أعلن وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، الاثنين، وفقًا لواس عن استعداد الدول الخليجية اتخاذ الخطوات اللازمة لوقف العدوان على اليمن، في حال فشل الحل السياسي، مضيفًا أنّ دول مجلس التعاون الخليجي ترفض الانقلاب الذي قاده الحوثيون وتدعم الحكومة الشرعية برئاسة عبد ربه منصور. وأعرب الفيصل في مؤتمر صحفي مع نظيره البريطاني في الرياض،في رغبته في حل الأزمة اليمنية بشكل سلمي، مشيرًا إلى أنّه إذا لم يحدث فستتخذ دول المنطقة الخطوات اللازمة ضد العدوان". وكشف الفيصل رفض بلاده للتدخل الايراني في اليمن، واعتبره عدوانا لا يدعم الشرعية اليمنية، مفيدا بأنه لا يجب منح إيران صفقات لا تستحقها، في إشارة إلى المفاوضات النووية. وأوضح أنّ الحل في اليمن يبدأ بانسحاب الحوثيين من مؤسسات الدولة والانصياع للإجماع الدولي. وأكد الفيصل أن أمن اليمن وأمن دول مجلس التعاون الخليجي جزء لا يتجزأ، مشدد على استعداد دول الخليج لتقديم الدعم لأي مقترح يقدمه الرئيس هادي في أي مجال، ومشيرا إلى تلبية طلب هادي، بعقد الحوار في الرياض. ودعا وزير الخارجية السعودي إلى إيجاد منطقة عربية خالية من السلاح النووي. وبدوره ندد وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند بحسب رويترز انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية بقيادة هادي، موضحًا أنّ المجتمع الدولي لن يقف مكتوف الأيدي حيال ما يشهده اليمن. وأعرب وزير الخارجية البريطاني عن قلقه بلاده من تردي الأوضاع في اليمن"، مؤكدًا استعداد بريطانيا لدعم الرئيس الشرعي عبد ربه، مشيرا إلى مفاوضات جارية مع الرئيس الأميركي باراك أوباما بهذا الشأن. وبحث وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والسعودي سعود الفيصل العلاقات الثنائية بين البلدين والمسائل الإقليمية، بما فيها الأزمة اليمنية. وجاء في بيان صدر عن وزارة الخارجية الروسية،نشرته روسيا اليوم أن الوزيرين أوليا اهتماما خاصا لتسوية الأزمة في الجمهورية اليمنية على أساس استئناف الحوار الوطني الشامل، فضلًا عن المسائل الملحة الأخرى على جدول الأعمال الإقليمي والدولي. كما ذكرت الخارجية الروسية أن الوزيرين شددا خلال المكالمة على استعداد روسيا والمملكة العربية السعودية لتكثيف التعاون التجاري والاقتصادي والتعاون الثنائي في مجال الطاقة بين البلدين. وكانت الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي لوحت في اجتماعها الطارئ الأحد ، بفرض عقوبات ضد الحوثيين في اليمن مؤكدة دعمها للرئيس عبد ربه منصور هادي، مجددة التزامها الكامل بوحدة وسيادة اليمن. وأكد مجلس الأمن "دعمه لشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي" داعيا جميع أطراف الأزمة إلى "الامتناع عن أي عمل يضر بهذه الشرعية" وبوحدة اليمن. ودان المجلس سيطرة الحوثيين على أجزاء من أراضي اليمن ومؤسساته، في إشارة إلى أن خطوات الحوثيين تقوض عملية الانتقال السياسي وتعرض أمنه للخطر، داعيا إلى الالتزام بالمبادرة الخليجية وتنفيذ آلياتها. وقال هاموند إن بريطانيا ستبحث مع السعودية والولايات المتحدة كيفية تعزيز موقف الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. واضاف "لا أحد منا يريد ان يرى تحركا عسكريا وفي سياق متصل أجلت بريطانيا آخر عناصر قواتها الخاصة من اليمن جراء تدهور الوضع الأمني هناك بعد تقارير تحدثت عن اتخاذ الولايات المتحدة خطوة مماثلة. وأجلت بريطانيا طاقم العاملين في سفارتها باليمن الشهر الماضي وعلقت مؤقتا عملياتها هناك بسبب مخاوف أمنية. وأشار مصدر أمني لبي بي سي والذي طلب عدم الكشف عن هويته إلى أن سحب عناصر القوات الخاصة تم في الأيام الأخيرة. وقال مسؤولون أمريكيون يوم السبت إن الولايات المتحدة أجلت باقي طاقمها بما في ذلك نحو 100 من عناصر القوات الخاصة من اليمن نتيجة تردي الأوضاع الأمنية في البلاد. وأكدت تقاير صحافية أنّ مصر لم تتخذ أى قرار حتى الآن بالدفع بقوات خارج البلاد، خاصة إلى اليمن من أجل تأمين حركة مضيق باب المندب أو إرسال قوات من أجل العمل العسكرى المشترك مع دول الخليج لمواجهة أى تهديدات من الحوثيين لحركة الملاحة فى قناة السويس. وأكد رئيس هيئة قناة السويس الفريق مهاب مميش في تصريحات سابقة أنّ مصر لن تقبل بإغلاق مضيق باب المندب في اليمن، بأي حال من الأحوال، وسوف تتدخل عسكرياً إذا تم ذلك. وقال مميش، في تصريحات صحفية، إن هناك قوة عسكرية جاهزة للتدخل إذا حاولت الجماعات المتطرفة في اليمن إغلاق المضيق، مضيفا أن إغلاق الممر المائي يؤثر بشكل مباشر على قناة السويس، وعلى الأمن الوطني لمصر. ويأتي ذلك بعد يومين من تحذيرات إيرانية تلقتها جماعة الحوثي -وفق صحيفة "الشارع" اليمنية- بعدم السيطرة على مضيق باب المندب بالبحر الأحمر، تجنبا للدخول في مشكلة مع مصر، وأن هذا ليس وقته الآن. ووفق مصدر، لم تسمه الصحيفة، نصحت إيران الحوثيين بعدم الاقتراب من الحدود السعودية في الوقت الراهن. كما أبلغت طهران جماعة الحوثي بأنها لن تستطيع تقديم أي دعم مالي هذه الأيام، لأنها تمر بأزمة بسبب انخفاض أسعار النفط، وأكدت ضرورة السيطرة على جميع المؤسسات الإيرادية بالدولة للإنفاق على أنشطة الجماعة. واستبعد الكاتب الإماراتى الدكتور جاسم خلفان تدخل قوات درع الجزيرة الخليجية فى الأزمة اليمنية، وقال لـ«الوطن»، إن «ذلك يعنى الوقوع فى المصيدة الإيرانية الأمريكية لإشعال حرب فى المنطقة»، مشيراً إلى إمكانية تدخل عسكرى مصرى خليجى وفرض حظر للطيران الحربى، حال تهديد أمن دول الخليج والملاحة فى قناة السويس.