أثار قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إسناد تنظيم بطولة كأس العالم لعام 2022 لقطر منذ لحظة الإعلان عنه الجدل حول الطريقة التي تم بها التصويت على القرار، وأماكن إقامة المباريات والمناخ، لكن أحدا لم يتحدث حول فريق قطر الذي سيخوض منافسات تلك البطولة. تشكل المنتخب القطري لكرة القدم عام 1970 فقط، وهو مصنف الآن خارج قائمة الفيفا لأفضل مئة فريق. ولم يتأهل المنتخب القطري أبدا لكأس العالم، ولم يقترب من التأهل إلا مرة واحدة، حينما خسر على أرضه في المرحلة النهائية من تصفيات كأس العالم، التي أقيمت في فرنسا عام 1998 أمام السعودية، حيث كان الفوز حينها سيجعل قطر تصعد إلى البطولة. وفي قطر، التي يبلغ عدد سكانها نحو 300 ألف نسمة، ليس هناك عدد كبير من الموهوبين في كرة القدم، لكن رئيس اتحاد كرة القدم هناك واثق، من أن خطوات كبيرة يتم اتخاذها حاليا في هذا المجال. وقال رئيس الاتحاد منصور محمد الأنصاري لموقع بي بي سي سبورت: "اعتقد أننا في مرحلة تطوير المنتخب الوطني في الوقت الراهن". ويتولى اللاعب الجزائري الدولي السابق جمال بلماضي تدريب المنتخب القطري للشباب عام 2013، ثم المنتخب الأساسي العام التالي. وحقق بلماضي نجاحا مبكرا، مع فوز قطر ببطولة كأس غرب آسيا لعام 2014، بعد فوزها على الأردن بهدفين دون مقابل في المباراة النهائية. وكان من ضمن الفريق الفائز اللاعب كريم بوضياف ذو الأصل المغربي – الجزائري، وبوعلام خوخي ذو الأصل الجزائري، وهما من سجلا هدفي المباراة في مرمى الأردن، وكلاهما حاصل على الجنسية القطرية. وسجل خوخي ثمانية أهداف في 14 مباراة له مع منتخب قطر، ويعتبر أفضل لاعب في الفريق. بينما حصل اللاعب غاني المولد محمد مونتاري أيضا على الجنسية القطرية، وصنع أول ظهور له مع منتخب قطر في ديسمبر/ كانون الأول عام 2014، في مباراة ضد إستونيا. وبالنظر إلى اللاعبين خلال مباراتهم الودية الآخيرة مع الجزائر، كان ستة من بين الأحد عشر لاعبا الذين بدأوا المباراة ليسوا قطريي المولد. وتعد عملية مكافأة اللاعبين غير القطريين بمنحهم الجنسية القطرية مثار قلق لكثيرين، بمن فيهم رئيس الفيفا ستيب بلاتر. ولا تعد كرة القدم المجال الوحيد الذي تستورد فيه الدولة الخليجية المواهب، ولعل أبرز الحالات لاعب القوى الكيني الأصل ستيفن تشيرنو. وغير اللاعب الكيني انتماءه واسمه إلى سيف سعيد شاهين. وقال منصور محمد الأنصاري قال لبي سي سبورت: "اعتقد أن النسبة مبالغ فيها فيما يتعلق بلاعبي كرة القدم الأجانب". وأضاف: "بالنسبة لنا جميعهم لاعبون قطريون، ونحن ملتزمون بقواعد الفيفا. كل لاعبينا لهم الحق في تمثيل فريقنا سواء كانوا مولودين في قطر، أو كان أباؤهم مولودين في قطر، أو كانوا قد لعبوا في الدوري القطري بدء من عمر 18 عاما ولمدة خمس سنوات. إنها في الحقيقة ليست استراتيجة لجلب لاعبين دوليين".