تصيبك نوبة من الضحك المر وأنت تقرأ نصائح ونقاشات للتوعية بترشيد استخدام الطاقة، جانب الطرافة في الموضوع الوصول إلى نقاط صغيرة هامشية، مثل فترة إحماء السيارة في الصباحات الباردة! طعم المرارة والتوصيف بالهامشية سببه انصراف الاهتمام بتنقيط مع التغاضي عن شلالات هادرة. محاولات تغيير سلوك استهلاك الطاقة نحو رشد وتعقل أمر رائع ويستحق المؤازرة، لكن القيمة هنا تتلاشى مع حال برود طويلة تجاه سلوك فساد متشبع بالديزل. في العادة لا يخرج رجل الأعمال للحديث عن الفساد إلا حين وصوله لحالات قصوى، رئيس لجنة النقل البري في مجلس الغرف بندر الجابري قال لصحيفة «الوطن» إن السعودية تخسر سنوياً 100 بليون ريال بسبب تهريب الديزل. كان الجابري صريحاً، قال: «ضعاف نفوس يكسبون الملايين شهرياً نتيجة التهريب لعدم وجود رادع لهم، ونمى لعلمي أن البعض يدخر سنوياً أكثر من 300 مليون ريال نتيجة التهريب»، وأضاف: «وشركة أرامكو تعلم بأن هناك تهريباً، ولكن لا تريد من أحد التدخل في عملها»، وكشف الجابري إنه إضافة إلى دول الخليج يستفيد من تهريب الديزل حتى إندونيسيا والصين. عند الصين رز وعندنا ديزل زي الرز، وبطون لا تشبع وعيون لا تريد أن ترى، لكنها تدشن حملات التوعية بترشيد استخدام الطاقة لي ولك، طفي النور ولست بحاجة إلى هذه اللمبة، ومطالبات من منظرين لرفع أسعار الوقود؟ لماذا كل هذا الصداع والتخويف والديزل ولله الحمد زي الرز، والطبخ متنوع ما بين كبسة ومضغوط ومقلوبة. *من جريدة الحياة اللندنية