الآن عادت الشكوك والإتهامات بين المتفقين ، بعد عدة أيام من الإتفاق الإطار في لوزان بين إيران ومجموعة 5+1 ، وبعد فترة قصيرة خرج المرشد الأعلى للثورة الإيرانية عن صمته . "لا يوجد ما هو ملزم حتى الآن، أنا لست موافقا ولا معارضا" هذا ما قاله الإمام علي خامنئي، صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في إيران ،أمام حشد من "الشعراء وقراء مراثي ومناقب أهل البيت،" وذلك بعد تكهنات بعدم موافقته على الإتفاق الإيراني وصمته الذي فسره كثيرون على أنه رفض لما تم الإتفاق عليه ، بعد هجوم شديد من المحافظين والمتطرفين والحرس الثوري وإعلامهم على الفريق المفاوض. ولطالما كانت هذه خدعة الإيرانيين يعلن فريق أنه على الإتفاق ، وعند اتمامه يعلن فريق آخر رفضه لما تم في الإتفاق وكأن هناك رئيسان لإيران. وأضاف خامنئي إن المسؤولين الإيرانيين يقولون إن الموضوع لم ينجز بعد. وكانت إيران توصلت في مدينة لوزان السويسرية، في مفاوضاتها مع دول 5+1 لاتفاق مبدئي حول البرنامج النووي، وصفه أوباما بالتاريخي وروحاني الرئيس الإيراني بالنصر العظيم ،و يتضمن تخفيض قدرات التخصيب لإيران وتخفيض مخزونها من اليورانيوم قليل التخصيب. وفي المقابل تقوم كل من أمريكا وأوروبا بتعليق العقوبات الاقتصادية المتعلقة بالملف النووي الإيراني، في الوقت الذي ستعلق فيه الأمم المتحدة كامل القرارات الصادرة بشأن البرنامج النووي لطهران. ولكن يبدو أن الشيطان لا يكمن في التفاصيل فقط ولكن يكمن في أفكار الإيرانيين الذين بدورهما بدأووا بإثارة الخلافات قبل حتى بدأ تنفيذ أو كتابة الإتفاقات حيث قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني إن بلاده لن توقع على أي اتفاق إلا في حال رفع الحظر عن إيران بشكل كامل. وأضاف أن الانتصار الأبرز لإيران هو انتزاع إقرار الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، باستحالة إخضاع الإيرانيين عبر التهديد والعقوبات،قائلًا إن أوباما "اعترف مؤخراً بأن الشعب الإيراني لن يركع أمام الضغوط" واعتبر أن أوباما قد استند إلى فتوى خامنئي بتحريم أسلحة الدمار الشامل. وقال روحاني في كلمة له بمراسم الاحتفال باليوم الوطني للتقنية النووية في إيران، إن الشعب الإيراني "سيستمر في مسيرة التطور وسوف لن يتراجع عن تقنيته النووية السلمية" مضيفا أن إيران "بلغت بإرادة شبابها وعلماءها وتضحياتهم ما كانت تنشده من تقدم." وأعاد روحاني التأكيد على أن بلاده رغبت بالحصول على التخصيب "فقط من أجل الوقود النووي" ولكن الغرب لم يكن يريد لها الحصول على التقنية . من ناحية أخرى لم يتوقف الجمهوريون عن إفشال هذه الصفقة ، والقيام بعمل الشيطان في إشعال نار الخلاف بين المتفقين حيث قال السيناتور الأمريكي ستيف سكاليس، الرجل الجمهوري الثالث في مجلس الشيوخ ، إنه لا يعتقد بأن مشروع قانون تخفيض العقوبات عن إيران يمكن تمريره في مجلس الشيوخ. وأوضح سكاليس بأن "العقوبات التي تم فرضها.. مرة أخرى، وجدت تأييدا من قبل الحزبين قبل سنوات، وكانت فعالة.. والطريقة الوحيدة للقضاء عليها بشكل نهائي يجب أن يكون من خلال تصويت في الكونغرس على تخفيف تلك العقوبات، ولم يكن لدينا ذلك التصويت. ولا أعتقد أنه سيتم تمريرها من البيت الأبيض." بحسب ما قال ستيف سكاليس وفقًا لسي ان ان . وقال سكاليس عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي عن ولاية لويزيانا، بأن هذا التراجع الكبير يتطلب موافقة الكونغرس، وأن العقوبات يجب أن تبقى حتى تنبذ إيران الإرهاب، وتوقف تهديد إسرائيل وتفكك برنامجها النووي بشكل كامل .. وهو الشرط الذي قال عنه أوباما بأنه غير واقعي. وعن موقفه في حال إجراء التصويت أكد سكاليس بأنه "بالتأكيد لن أدعم هذه الصفقة، وأكد أن على الولايات المتحدة أن لا تقف مكتوفة الأيدي بشأن البرنامج النووي الإيراني وأننا "نحتاج إلى استمرار الضغط". وفي خضم هذه التصريحات المبشرة بفشل الإتفاق أعلن وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان أن المراكز العسكرية الإيرانية لا يعد جزءا من التفاهم السياسي المشترك بين إيران ومجموعة "5+1" المعتمد في لوزان. وقال دهقان في حديث مع وكالة "فارس" الإيرانية "لم تكن هناك اتفاقات بهذا الشكل، وتفتيش المواقع العسكرية من الطرف المقابل للمفاوضات يشكل لنا شرطا غير مقبول وفي الواقع "خط أحمر" لا يمكننا تخطيه". وجاء رد فعل الوزير الإيراني هذا بعد نشر صحيفة "الغارديان" البريطانية خبرا ادعت فيه أن طهران وفقا لاتفاقات الإطار التي توصلت إليها مع مجموعة "5+1" في الجولة الأخيرة من المفاوضات ستسمح لفرق التفتيش بالوصول إلى مواقع عسكرية. وكانت واشنطن قد ألمحت واشنطن إلى أنها لن تتخلى عن "أصدقائها" العرب في الخليج في مواجهة إيران التي اتهمتها بتسليح الحوثيين في اليمن. وفي الوقت ذاته قال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري إن الولايات المتحدة لا تتطلع للمواجهة مع إيران، لكنها لن تتخلى عن حلفائها وأصدقائها والتضامن مع كل من يشعرون بالتهديد نتيجة خيارات قد تتخذها طهران". تصريحات الوزير الأمريكي جاءت تزامنا مع تحريك إيران بوارجها الحربية إلى خليج عدن ومضيق باب المندب في مهمة تستغرق 3 أشهر لتأمين الملاحة البحرية الإيرانية في المياه الدولية، حسبما ذكره قائد القوة البحرية للجيش الإيراني، حبيب الله سياري.