المشاهد التي تأتي من داخل اليمن الممزق سياسيا وثقافيا واجتماعيا عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحمل صورا أو مقاطع مصورة لمسلحين يتعاطون مادة ( القات ) المخدرة ويطلقون النار بشكل عشوائي على المارّة والعزّل دون أي شعور بالإنسانية. نبتة القات المخدرة باتت موروث شعبي يمني يقدم للضيوف في منظر قبيح ليس له قيمة ولا فائدة الا أن متعاطيه يأخذ فترة من ( التتنيح ) اللإرادي بمعنى حالة من "الفهاوه" الذاتية وتعطيل نظام الإحساس عند المتعاطي. من بين هذه المشاهد لفت انتباهي رجل يمسك بسلاح رشاش من نوع كلاشنكوف ويتجه بشكل عادي إلى زاوية احدى البنايات، واختبأ خلفها بعض الناس العزل خوفا من شخص اتخذ من سطح البنايه موقعا لمحاولة اقتناص أي كائن بشري يتحرك أمامه. إلا أن الرجل الذي هجم عليهم وفتح النار من سلاحه بشكل عشوائي في أقل من ٣٠ ثانيه، لاذ بالفرار، وكان هناك من يرصد تحركاته عبر كاميرا جهازه المحمول، فتبين أنه مخزن مادة القات المخدرة. هذا يحدث بكل بساطه، فأنت في اليمن! أخطر سلاح في اليمن يمكن أن يشكل كارثة على المجتمع هو ( مفاعلات القات ) النووية التي من شأنها أن تشل جميع الحواس والعواطف داخل جمجمة أي شخص يستخدم هذا النبات المخدر. المروج الكبير عبدالله صالح يعلم تماماً أن السماح لمثل هذا النبات في الانتشار بين الشعب اليمني سيمكنه من الإستمرار في كرسي الرئاسة سنوات ويعمل على استغلال ثروات وخيرات البلد لمصلحته ويمارس ألعابه البهلوانيه في اليمن حتى بياناته او خطاباته تخرج في وقت تعاطي القات لذلك لا أحد يدقق أو يفكر أو يحلل. مجرد رؤوس معطله ذهنيا! دافع عبدالله صالح، أحد أكبر المروجين وتجار القات في العالم عن هذه النبته لدرجة أنه قال عنها في إحدى اللقاءات المتلفزة مع مذيعة الإم بي سي آنذاك نيكول تنوري ( أن القات ليس مادة مخدرة لأن اليمني يقوم بتعاطيه ويقوم ببناء ناطحات السحاب دون أن يتأثر ) لدرجة ان المذيعة اقتنعت واستخدمت القات كنوع من الضيافة اليمنية! الصراع الممتد داخل اليمن بين كافة الأطراف هو بسبب "عاصفة القات" التي أطلقها المروج عبدالله صالح منذ عقود، فقد من خلالها الإنسان اليمني قدرته على التمييز بين الصح والخطأ والصديق والعدو وكيفية التعايش بسلام داخل وطنه والاستسلام لدعاة التخريب وتهجين اليمن وطمس حضارته الاسلامية والثقافية! متى يغادر يمن القات ليعود لنا اليمن السعيد!