تتمتع السعودية و أذربيجان بعلاقات ودية وثيقة، لكن التطورات الإقليمية وحجم الفرص التي يوفرها البلدين تجعل من الضرورة بمكان دعم هذا التعاون وتنسيق المواقف المشتركة حول عدد من الملفات.
مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية أورد في هذا السياق تقريرا ترجمته عنه الرياض بوست سلط فيه الضوء على فرص وآفاق دعم العلاقات بين السعودية و أذربيجان.
ويشير التقرير" من المهم أن نلاحظ أن علاقة البلدين قد تحسنت بسرعة في السنوات الأخيرة . كما هو واضح من عدد الزيارات السياسية والرسمية ، والتوقيع المتبادل للاتفاقات بين حكومات البلدين، والزيادة الكبيرة في حجم الأعمال والتعاون الثنائي."
ومع ذلك ،" على الرغم من هذا التطور ، على الجبهة الاقتصادية ، والتجارة بين البلدين يبدو أن نمو حجم التبادل التجاري بين البلدين ينمو بوتيرة أبطأ مما هو مطلوب ، حيث بلغت قيمة التبادل التجاري أقل من 20 مليون دولار في عام 2018. وبالإضافة إلى ذلك ،بينما وقعت الحكومتان العديد من الاتفاقيات في مجالات مثل الاستثمار والتكنولوجيا والتجارة ، من المهم أن تدخل هذه الاتفاقات الموقعة حيز التنفيذ عاجلاً وليس آجلاً ، لأن أي تأخير قد يردع أي فائدة لأي من الجانبين."
و يضيف التقرير " علاوة على ذلك يبدو الأمر ملحا من الناحية السياسية ، فبينما لم تكن أذربيجان تتمتع أذربيجان بعلاقة وثيقة مع إيران ، بدأ هذا الوضع يتغير بعد التحركات السياسية الإيرانية نحو هذا البلد. وبالتالي ، من المهم بالنسبة لأذربيجان والمملكة العربية السعودية التنسيق في السياسة الإقليمية و حتى في ما يتعلق بموقف مشترك من ايران ، وكذلك أيضا في القضايا المتعلقة ببحر قزوين ، وإنتاج النفط والاستثمار في البتروكيماويات ، وعملية السلام في الشرق الأوسط."
ويتابع التقرير " أما بالنسبة للثقافة والسياحة ، فمن المتوقع أن تستمر صناعة السياحة في التوسع وجذب المزيد من الأعمال المشتركة. ومع ذلك ، فإن المستوى الحالي للتبادل الثقافي يعتبر غير كاف. ولذلك من المثالي أن يكون هناك تبادل ثقافي في الأنشطة والصحفيين والطلاب ورجال الأعمال ومبادرات القطاع الخاص لتحريك ودعم العلاقة الثنائية بين البلدين."
و قدم التقرير مجموعات من التوصيات لتعزيز العلاقات الأذربيجانية السعودية ومن بينها ضرورة الحفاظ على قنوات الحوار الرسمية لدعم الأنشطة الاقتصادية والسياسية والثقافية، و تنظيم ورشات عمل أو منتديات للجمع بين ممثلي الحكومة والمسؤولين غير الحكوميين من المهتمين بمناقشة التحديات وطرح اقتراحات لتحسين العلاقات الثنائية.
و كذلك دعم مبادرات القطاع الخاص وتسهيلها في كلا البلدين في عدد من المجالات ، بما في ذلك الأعمال والصناعات التكنولوجية ، وكذلك التجارة والاستيراد والتصدير والسياحة والصحة.
تابع التقرير " يتمتع كل من البلدين بصناعات نفط وغاز وبتروكيماويات متنامية ، لذلك من المهم للغاية أنها تتعامل الشركات ذات الصلة في البلدين وتكثف التنسيق لتسهيل التعاون في المستقبل. و يجب على الدولتين الاهتمام بالتطورات السياسية والصراعات ، خاصة تلك والتطورات المتعلقة بإيران .. و من الأهمية بمكان أن يؤسس البلدين لسياسة أمنية مشتركة وأن يفتحا القنوات العسكرية للتعاون والتنسيق من أجل وصول البلدين إلى موقف مشترك يحدد استراتيجية تعاملهما هذه القضايا."
و يضيف التقرير " على غرار منتدى الاستثمار والأعمال الأذربيجاني العربي ، يجب على السعوديين تأسيس منظمة أعمال واستثمار مستقلة تسعى إلى التواصل مع الشركات والمسؤولين الأذربيجانيين ".