@hananalhamad73
فترة الطفرة التي عاشتها سيدات المجتمع السعودي انعكست بشكل لافت على مظهرهن وطريقة لباسهن وتعاملاتهن وحتى طريقة طهيهن وكل ما يتعلق في أمور حياتهن ولعل أهمها طريقة حديثهن وتعاملهن مع جميع من حولهن.
وكان اللافت أن النساء المتزوجات لديهن الحرية بشكل أكبر من غيرهن لاتباع الموضة والاستعراض بما لديهن في المجتمعات النسائية.
وجاءت فترة الركود بعد ظهور فتاوى تحريم كل ما يتعلق بالاستمتاع بأنوثتهن، إذ تناسى أصحاب الفتاوى قول الله تعالى (أومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين)، والتى فُسرت على أكثر من وجه و أميل إلى أقربها و هو "أن القرآن الكريم أشار إلى الطبيعة الخاصَّة والملازِمة للمرأة منذ أوَّل نشأتها في عهد الطفولة، حتَّى تبلُغ وتُصبح مسؤولة عن أُسرة، إذ تظلُّ طبيعتُها كما هي لا تتغيَّر ولا تتبدَّل: امرأة تَنعَم بالتَّرَف والرفاهية، تُغْريها الحلْية والزينة، مهْما بلغتْ من العفَّة، ومهما بلغتْ من التَّقوى لله تعالى بما يفوق الرِّجال، سوف تظلُّ المرأة كما هي تحبُّ الزينة والحلْية والترَف والنَّعيم"، وفي تلك الفترة ظهر جيل من النساء غير مهتم بأناقته وكن يملن للخشونة في التعامل متأثرات بمسلسل التحريم، وإن كان منهن من تهتم على استحياء باقتناء أغلى منتجات دور الازياء العالمية ولكن يظل اتيكيت التعامل مغيبا في معظم الأحوال وهذا ما كان يعكسه سلوكهن في بوفيهات الطعام في الأفراح واستخدامهن لدورات المياه العامة وكذلك الأسواق ولعل طريقة مناداتهن للعمال (هيه يا ولد) توضح ما أقصد.
أما في نهاية العقد الثاني من الالفية الثانية ومع ثورة تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي والتحولات السريعة التي نعيشها، ظهر جيل التتوريال وهن السيدات شديدات الأناقة كثيرات المكياج طويلات الرموش الملغمات من كل الماركات سواء أصلية أو تقليد، ظاهرهن التحضر و النعومة والأدب لكن ما أن تقف مع إحداهن في صف انتظار إلا وظهرت قلة الذوق بالتجاوز في الدور في أي مكان أو احضار قبيلة صديقاتها عند كاونتر ختم الجوازات بعد أن تستأذنك (معليش صديقتي معي خلها تختم جوازها) وهذا فخ بت أحذره، أما مع حفلات موسم الرياض فقد ظهرن تلك الانيقات ليمارسن استغباءهن للجمهور عند صفوف تفتيش دخول المسارح أو حجزهن عشر كراسي لصديقاتهن (اللي في الحمام) فيحرمن من قدم باكرا الحصول على مقعد جيد، هذا عدا عن تركهن المكان يعج ببقايا المناديل وكأس القهوة الغالي المليء بآثار قلم الحمرة الماركة أينما حللن سواء في الجامعة أو الحديقة أو أي مكان فسوف تدرك بسهولة أن الانيقات مررن من هنا.
أما دورات المياه أعزكم الله فمنذ أن كنت طالبة في المرحلة المتوسطة وإلى يومنا هذا حتى في أماكن العمل لازلت أقرأ لوحات تنبيه و رجاء للمحافظة على المكان نظيفا!
أما طريقة الحديث والقهقهة والصراخ فهذا بعد آخر للأناقة الناقصة لا أرغب في الخوض فيه.
إن الأناقة ليست بأصباغ تزيننا إنما الأناقة باحترامك لنفسك واحترامك لقواعد السلوك العامة، جميل أن نتعامل مع سيدات تتوريال يستخدمن ذكاءهن لا أن يستغبين الآخرين.