بدأت عدد من المتاجر والمحلات في السعودية في الاستفادة من قرار حكومي يمكنها من العمل 24 ساعة، فيما تؤكد عدد من التقارير أن هذا القرار هو إختبار ليشمل الأمر أوقات الصلاة.
موقع yahoo أورد في هذا السياق تقريرا ترجمته عنه الرياض بوست أوضح فيه بأنه في الشهر الماضي ،اتخذت السعودية التي تحرص على تحفيز الاقتصاد الذي يعاني من انخفاض أسعار النفط ، قرارا جريئا بالسماح لبعض الشركات بالعمل على مدار 24 ساعة في اليوم مقابل رسوم غير محددة.
لكن القرار أثار نوعا من اللبس حول ما إذا كان ذلك يشمل أوقات الصلاة.
ويشير التقرير "يرى أصحاب المتاجر في بعض مراكز التسوق في الرياض أن ذلك يمثل إيماءة لتجنب رد فعل قد يكون عنيفا من المحافظين ، حيث يتم إختبار ما يمكن أن يكون أحد أكثر الإصلاحات حساسية وجرأة في المملكة."
و قدم مدير متجر البرغر لوكالة فرانس برس نصًا من مالكه السعودي ، يأمره فيه بالبقاء مفتوحًا: "الحكومة قررت السماح للمحلات التجارية والمطاعم والأسواق بالعمل لمدة 24 ساعة ويتضمن القرار أوقات الصلاة".
و كان من بين هذه المتاجر مجموعة من المطاعم في مركز المملكة سنتر الراقي بالرياض الذي يخدم الزبائن بشكل صريح أثناء صلاة المغرب ا.
ويشير التقرير أنه وفي مركز تجاري رئيسي آخر في الرياض "النخيل" ، المشهد مشابه خلال صلاة العشاء.
و في حين أن العديد من تجار التجزئة اختاروا إغلاق محلاتهم في أوقات الصلاة ، إلا أن العديد من المقاهي والمطاعم التي تعج بالزبائن تبقى تعمل وتقدم خدماتها.
وقال فرانسيس مدير مقهى آسيوي لوكالة فرانس برس "معظم المحلات هنا تبقى مفتوحة خلال اوقات الصلاة".
و قال اثنان من مديري المتاجر الآخرين إنهما لم يدفعوا أي رسوم حكومية للعمل كامل اليوم ، لكنهم كانوا يختبرون الوضع بحذر.
وقال أحدهم: "هؤلاء (العمال) الذين يريدون الصلاة يمكنهم الصلاة ، وأولئك الذين يريدون العمل يمكنهم العمل" ، مشيرًا إلى أن الكثيرين من العمال غير المسلمين كانوا مضطرين في السابق إلى التوقف عن العمل في اوقات الصلاة.
و حتى قبل ثلاث سنوات ، كانت الشرطة الدينية تقوم بدوريات لاغلاق مراكز التسوق أثناء الصلاة وتوبيخ أي شخص يختلط بالجنس الآخر.
لكن ومنذ صعود الأمير محمد بن سلمان وإعلان رؤية السعودية 2030 الإصلاحية، تم الحد من صلاحيات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وفي هذا السياق صرّح إيمان الحسين ، زميل المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية ، لوكالة فرانس برس أن تجار التجزئة يمكنهم الاستفادة من "التصاريح الحكومية لابقاء محلاتهم مفتوحة ، خاصة مع الغياب النسبي للشرطة الدينية المسؤولة عن تطبيق النظام الأخلاقي".
ومن جهتها أكدت كارين يونغ من معهد أميركان إنتربرايز "القدرة على جعل إغلاق المتاجر أثناء الصلاة أمرا اختياريا من شأنه أن يزيد من إنتاجية العمال وربما النشاط التجاري الكلي" حيث تسعى المملكة إلى زيادة الإيرادات غير النفطية والحد من معدل بطالة الشباب .
و في الشهر الماضي ، ذكرت وسائل الإعلام السعودية أن المملكة ستسمح بالعمل على مدار الساعة - مقابل ما رسم يصل إلى 100000 ريال (27000 دولار)، ولكن دون الحديث عن أوقات الصلاة.
وفي حين بدأت عدد من المحلات العمل بالقرار الجديد فان محلات ومتجر أخرى فضلت الاغلاق في أوقات الصلاة، حيث قال مدير أحد المطاعم التركية إنه يفضل الإغلاق أثناء الصلات لأن القرار الذي أعلن مؤخرا يبدو غامضا حيث لم تقدم الحكومة "أي ضمانات" بعدم معاقبة من يستفيد من القرار الجديد.
وقال عامر، وهو صيدلاني سعودي في الأربعينيات من عمره ، كان يشتري القهوة والحلوى في مركز النخيل التجاري أثناء صلاة العشاء بءن الحكومة تختبر ردود الفعل .. إذا لم يكن هناك رد فعل عنيف فقد يتم تطبيق الأمر رسميا."