"عزل مرسي" كان صدمة للنظام الايراني، اذ أنهى معه مخططات إيران في الاستحواذ على مصر، بل وإصابته بخيبة أمل بعد عودتها للحضن العربي، تلك الصدمات كانت واضحة على ردت الفعل للنظام الايراني على مجريات الأحداث في مصر بعد بدء ثورة 30 يونيو 2013، إذا تباين المواقف الرسمية الايرانية والتي اتسمت بالادانة الحذرة تارة و بالترحيب الحذر لمطالب الشعب المصري في تحني محمد مرسي عن حكم مصر تارة اخرى .
وفي الحلقة الرابعة والأخيرة من سلسلة تحالف الشر نلقى الضوء على تباين موقف ايران من ثورة 30 يونيو، مرورا بما تكشف مؤخراً عن لجوء الإخوان المسلمين وحلفائهم الاوائل "النظام الايراني" لإعادة ترتيب أوراقهم بعدما خسروا حكم مصر واتحادهم ضد السعودية.
ويمكن القول إن أحداث 30 يونيو كانت صدمة لايران لاسيما وانها اعتبرت وصول جماعة الإخوان المسلمين لحكم مصر امتداد لثورتها أواخر سبعينات القرن الماضي، مما جعل أحداث الثورة التصحيحية في مصر العنوان الرئيس في وسائل الاعلام الايرانية، ولم يتوقف اهتمام إيران بمجريات الأحداث في مصر على وسائل إعلامها، بل امتداد اضافة الى تصريحات مسؤوليها في تلك الفترة، إذا عبرت طهران تارة عن قلقها حيال ما حدث في مصر تلك الفترة من رفض الشعب لحكم الاخوان المسلمين لمصر، وأكدت في تارة اخر عبر تصريحات رسمية على ضرورة تجنب ما وصفته حينها بـ"المؤامرة الخارجية".
وبعدين عن المواقف الرسمية للنظام الإيراني المؤيد لحكم الاخوان، فان تغيرات الأحداث في مصر وعزل مرشح الإخوان المسلمين من حكمها كان الضربة القاضية على جماعته والتي لم تستغرق وقتاً طويلاً بعد عزله في 3 يوليو 2013 ، إذ لجوء لحلفائها القدماء لاستجماع قواهم، وهذا ما كشفته وثائق مسربة لـ"موقع انترسبت أورد" إن قيادات من جماعة الإخوان المسلمين عقدوا اجتماعات سرية مع أعضاء فيلق القدس "الحرس الجمهوري الإيراني" في أبريل 2014 لتوحيد الجهود في ما بينهم وبحسب الوثائق فإن المجتمعون اختاروا العاصمة التركية انقرة موقعاً للاجتماع.
وبحسب ما نشر على موقع "انترسبت أورد" فإن المجتمعون في ذلك اللقاء السري أكدوا على أهمية التركيز على أسس مشتركة للتعاون، واشاروا الى ان اهم الاشياء التي تتوافق فيها الجماعتين هو العداء للمملكة العربية السعودية.
ونوه التقرير إن وفد الإخوان اكد أنه يمكن للجانبين توحيد صفوفهم ضد السعوديين. واتفقوا أن أفضل مكان للقيام بذلك في اليمن ، حيث كان تمرد الحوثيين المدعومين من إيران ضد الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية لتحويل الوضع إلى حرب واسعة النطاق.