يقوم التحالف بين الدول في العادة لسببين اولهما بديهي وهو عدم قدرة دولة واحدة على صد المخاطر فتنشأ التحالفات حتى بين الاضداد كما حدث أواخر الثلاثينيات عندما لم تستطع القوى المؤثرة في العالم رد عدوان وتوسع «النازية الالمانية» والطغمة العسكرية اليابانية وايطاليا الفاشية مما خلق تحالف ضرورة بين الاتحاد السوفييتي الشيوعي والولايات المتحدة الرأسمالية والمملكة المتحدة صاحبة النظام الملكي المحافظ الذي لم يكن يطيقه لا.. السوفييت ولا الاميركان! السبب الآخر الذي يدفع لخلق التحالفات هو الحاجة لشرعية الجغرافيا ودعم شعوب المنطقة التي يحارب فيها الخصم كحال قيادة الولايات المتحدة لتحالفات ابان حروبها في كوريا وفيتنام وتحرير الكويت وضرب الصرب وسط اوروبا، وواضح ان الولايات المتحدة لم تكن فعليا بحاجة للقوى الاخرى التي تحالفت معها لانجاز مهامها، الا انها صنعت تلك التحالفات الاقليمية والدولية لاظهار ان قرار الحرب قد صدر من دول وشعوب المنطقة التي تجري فيها الحروب وان القرار لم يفرض عليها من الخارج. والحقيقة ان هذين السببين لا ينطبقان على الاطلاق على تحالف «عاصفة الحزم»، فمن ناحية لا تحتاج الدول العربية للقوى الدولية في حال إخفاق ضمها بسبب المعارضة الروسية او الصينية بمجلس الامن، فذلك الاعتراض لن يغير لا من عدالة القضية ولا من موازين القوى على الارض حيث تظهر الحقائق مع كل يوم يمر ان قوى التحالف تسيطر سيطرة تامة على مجريات الحرب دون الحاجة لقوى الآخرين، كذلك لا تحتاج قوى «تحالف عاصفة الحزم» لشرعية المكان او لاشراك قوى أخرى قد لا ترغب في المشاركة كحال باكستان او تركيا، فقوى التحالف هي من قلب منطقة الشرق الاوسط، وواضح دعم الشعوب لذلك العمل العسكري الذي يراد منه استقرار اليمن والمنطقة وحقن دماء أبنائها. آخر محطة: 1 ـ نرجو ونتمنى الا يكون التباين والخلاف في منطقة الشرق الاوسط في هذه الازمان الحرجة على معطى الاديان (مسيحي ـ مسلم) او الطوائف (سني ـ شيعي ـ زيدي ـ علوي.. الخ)، او الاعراق (عربي ـ ايراني ـ تركي ـ كردي.. الخ) او الايديولوجي (انظمة محافظة ـ انظمة ثورية) بل على معطيين لا ثالث لهما، الاول معطى معسكر الحفاظ على وجود حاضر ومستقبل كيانات دول المنطقة ووحدة شعوبها، مقابل معسكر العمل على تفتيت دول المنطقة وتقسيم شعوبها. 2 ـ منطقة الشرق الاوسط بعربها وتركها وفرسها وكل اديانها وطوائفها اقرب للوح زجاج واحد، اذ ضرب احد اطرافه وشرخ فسيمتد الشرخ سريعا شئنا ام ابينا الى كل اطرافه، لذا فليس من الذكاء أو الفطنة أو الحكمة ما نراه من مساهمة بعض دول المنطقة في ضرب وطرق وكسر ذلك اللوح.. الذين هم جزء لا يتجزأ منه! * نقلا عن "الأنباء" الكويتية