2016-02-18 

من "عاصفة الحزم" الى "رعد الشمال": تجليات "الحزم "العسكري السعودي

من الرياض ,فهد معتوق

تتالى القرارات السعودية الجريئة التي تؤكد وقوف المملكة  الحازم ضد الارهاب والتنظيمات الارهابية. فمن مناورة " رعد الشمال" الى القرار السعودي بإرسال قوات برية لقتال تنظيم داعش في سوريا يظهر الوجه القوي والحازم للملكة العربية السعودية أمام خطر الارهاب المتنامي  الذي اصبح يهدد المنطقة بأسرها. عمليات عسكرية قال عنها سايمون هاندرسون مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن بأنها جريئة وطموحة.

 

يظهر حزم المملكة العربية السعودية  عزمها على حسم معاركها مع اعدائها من خلال السياسة النشيطة لقادة المملكة ففي 9 شباط/فبراير، زار ولي ولي العهد السعودي ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان وحدات عسكرية في مقاطعة جازان في جنوب غرب المملكة العربية السعودية، على طول الحدود مع اليمن، ووقف إلى جانب جنود القوات الخاصة وزار جنوداً مصابين بجروح في مستشفى ميداني. وفي 11 شباط/فبراير، قصد الأمير محمد بن سلمان، مرتدياً ثوبه الأسود المتميز وكوفيته المرقطة بالأحمر والأبيض، مقر منظمة حلف شمال الأطلسي ("الناتو") في بروكسل، للمشاركة في اجتماع للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» («داعش»). وفي اليوم التالي، أعلن المستشار العسكري لمحمد بن سلمان، العميد الركن أحمد العسيري، أن المملكة قد اتخذت "قراراً لا رجوع عنه" بإرسال قوات برية لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا. كما كشف الإعلام السعودي عن خطط للقيام بتمرين عسكري كبير عما قريب "في المنطقة الشمالية"، معتبراً أنه يشكل "رسالة واضحة إلى إيران ودول المنطقة المدعومة من قبلها مفادها أن أي نوايا أو إجراءات تنم عن عدائية ستقابَل بحزم شديد".

 

 

وعلى الرغم من ان السعودية تخوض حربا على عدد كبير من الواجهات الا انها اثبتت الى الان  قوة وحكمة  لا تضاهى في ادارة المعارك. فكانت قهقرة  التمرد الحوثي في اليمن اول الخطوات العسكرية الجريئة للسعودية تلتها رسائل قوية للتنظيمات الارهابية وخاصة لتنظيم داعش هذا دون اغفال لجم إيران ومخططاتها في المنطقة . وكلها مؤشرات لن تزيد الرأي العام العالمي يقينا بأن المملكة ماضية وبلا هوادة في محاربة الارهاب ودعم الاستقرار العالمي.

 

في الجبهة اليمنية أفاد العميد الركن العسيري، أن القوات الحكومية اليمنية، المدعومة من قبل التحالف الذي تقوده السعودية، على بعد 30 إلى 40 كلم عن العاصمة صنعاء. وتسيطر هذه القوات ، على 85 في المائة من مساحة البلاد، تطورات على ارض الميدان تؤكد بان حسم المعركة في اليمن بالنسبة للسعودية اصبحت مسالة وقت فقط.

 

خلال معظم العام المنصرم، كانت الجهود العسكرية السعودية تركز على اليمن أكثر من سوريا، ولكن في 11 كانون الثاني/يناير، قال وزير الدفاع الأمريكي آش كارتر إن القوات الجوية السعودية قد "استأنفت" في الأسابيع الأخيرة "مشاركتها في الضربات الجوية" ضد أهداف تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا. ويُضيف أن طائراتها الحربية تستخدم "قاعدة إنچرليك الجوية" في تركيا. وكان من المتوقع أيضاً نشر القوات الخاصة السعودية ونظيرتها الإماراتية، إلى أن تم في 12 شباط/فبراير إعلان "وقف الأعمال العدائية" المفترض أن يبدأ في 19 شباط/فبرابر، نتيجة للمساعي الدبلوماسية لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف. لكن المراقبين يؤكدون أن استعداد السعودية لإرسال قوات برية الى ارض المعارك في سوريا وتنسيقها مع تركيا في هذا الشأن سيوقف التمدد المتنامي لتنظيم داعش في سورياغ وسيقلب موازين القوى بين قوى المعارضة السورية والنظام السوري المدعوم من روسيا وايران.

 

الى ذلك لا يمكن تجاهل العمل الديبلوماسي والعسكري الكبير الذي تقوم به المملكة مع جيرانها والذي تم تأطيره في تحالفات عسكرية كانت " رعد الشمال " اخرها. ويتم التمرين، الذي أُطلقت عليه تسمية "رعد الشمال" والذي يُعتبر "أضخم مناورات عسكرية في تاريخ المنطقة"، انطلاقاً من المدينة العسكرية السعودية حفر الباطن، بالقرب من الحدود العراقية والكويتية. وتشارك في هذا التمرين قوات من 20 دولة عربية، واقتبس تقرير صادر عن صحيفة "عرب نيوز" السعودية الناطقة بالإنجليزية عن خبراء عسكريين لم تذكر أسماءهم قولهم إن التهديد التالي لدول الخليج سيبرز على الأرجح في المنطقة "بعد أن تحتل إيران العراق ديموغرافياً وتستخدم هذه الدولة كذراع عسكري للتدخل في شؤون الدول المجاورة واستنزاف موارد دول الخليج". وقال أحد المحللين إن الأهداف الرئيسية الثلاثة للتمرين تتمثل بـ "حماية الأمن المشترك لدول الخليج والدول العربية والإسلامية، وتعزيز الاستعداد للقتال وتنسيق العمليات المشتركة بين القوات المشاركة في التمرين". وتجدر الإشارة إلى أن قائمة الدول المشاركة في التمرين تتسم بالأهمية نظرا لعدد الدول المشاركة وثقلها العسكري.

 

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه